- صاحب المنشور: نهاد بن جلون
ملخص النقاش:
### التحديات والفرص لتبني نمط حياة صديق للبيئة ضمن الثقافة العربية المعاصرة
في ظل تزايد الضغوط على الكوكب والتأثيرات الجدية للتغير المناخي، يتعين علينا كأفراد وجماعات أن ننظر إلى علاقتنا مع الطبيعة بشكل مختلف وأكثر مسؤولية. يواجه المجتمع العربي حداثته الخاصة عندما يتعلق الأمر بالاستدامة البيئية؛ فبينما تشهد العديد من البلدان العربية عملية تحول اقتصادي واجتماعي سريع، تتوالى المخاوف بشأن التأثير السلبي لهذه التحولات على البيئة المحلية والعالمية. هذا المقال يناقش تحديات الاستدامة البيئية داخل المجتمع العربي الحديث ويقدم رؤى حول كيفية تحقيق توازن بين التنمية والحفاظ على مواردنا للأجيال القادمة.
تعتبر الزيادة السكانية أحد أهم العوامل المؤثرة في الاستخدام غير المستدام للموارد. تضاعفت عدد سكان الدول العربية تقريباً خلال العقود الأربعة الماضية، مما أدى إلى زيادة الطلب على الغذاء والماء والإسكان والنقل والمرافق الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن التحول نحو الرأسمالية وعصر الثورة الصناعية قد أدخل عوامل جديدة مثل الاستهلاك الفردي المتزايد واستخدام الطاقة الأحفورية بكثافة، والتي تساهم بشكل كبير في انبعاث غازات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء والماء.
على الرغم من هذه التحديات، هناك أيضا فرص كبيرة لإحداث تأثير إيجابي يدفع باتجاه اتباع نهج أكثر استدامة. يمكن للشباب والشرائح الأكبر سنًا المتحمسين للعمل الخيري والأعمال الاجتماعية أن يلعب دوراً مؤثراً بتعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة عبر التعليم والدعاية. فعلى سبيل المثال، تعليم الأطفال منذ الصغر أهمية إعادة التدوير وإطفاء الأنوار عند عدم الحاجة إليها ليساعدهم لاحقا كمستهلكين وافراد نشطاء مجتمعيين لفهم قيمة استخدام الموارد بحكمة وخفض التأثير البيئي لحياتهم اليومية. كما أن رفع الوعي العام بأضرار المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مهم جدًا أيضًا لمنعها تدريجيا حتى تختفي تماماً إن أمكن وذلك لحفظ بيئتنا البحرية الداخلية والخارجية حيث تؤثر تلك المنتجات مباشرة عليها وعلى الحياة البرية التي تعيش بها سواء كانت بحرية أو برية بالقرب منها.
كما يشجع دين الإسلام المسلمون على احترام خلق الله ورعايتهم نظرا لما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة وبالتالي فهو مصدر إلهام لدعم الجهود الرامية للحماية والاستدامة إذا تم فهم مقاصد الشريعة الإسلامية جيدا وتم تطبيقها عمليا خاصة فيما يتعلق بمفهوم حفظ النفس وحفظ المال وحفظ العقل والذي يعد نفسه مصدراً متكاملا لرعاية وصيانة جميع جوانب حيات الإنسان وارتباطاتها بطبيعتها المحيطة به الأرض والبحر والجو. لذا بالإمكان توظيف الدافع الديني لإطلاق حملات وزيارات ميدانية تثقيفيّة لأماكن حساسة صحياً كيّ يتم التعامل مع موضوع تغيّر المناخ كتحدٍ اجتماعي طارئ يستحق اهتمام الجميع بلا فرق لأن تأثيراته ستكون مدمرة لكل البشر بلا استثناء.
إن تبنى إجراءات فعلية تجاه قضايانا البيئية لن يحدث إلا بإعادة النظر جذريا بنمط حياتنا الحالي وتحويله لممارسات يوميه مبتكرة تسمو بقيمتنا الأخلاقية بينما تحقق رفاهيتنا الاقتصاديه والصحيه وفي نفس الوقت تضمن تماسك نظام ايكولوجينا وثرائه . ومن أمثلته خيارات غذائية ذكية اختيار أنواع طعام محلي المصدر ومواعيد زراعة موسميتها وكذلك نقل عام فعال وكفاءاته عالية لاستخدامه عوضا عن وسائلparticular consumption patterns and transport options that reflect both cultural heritage and modern innovation to reduce our footprint on the planet while still maintaining a high quality of life for all members of society regardless their income levels or societal backgrounds." />