- صاحب المنشور: مسعدة بن ساسي
ملخص النقاش:
أحدثت الثورة التكنولوجية تحولات عميقة في جميع جوانب الحياة المعاصرة، شمل ذلك القطاع العسكري والأمني. يعد هذا التحول ذو حدين؛ فهو يوفر أدوات متطورة تعزز قدرات الاستخبارات والمراقبة والدفاع، ولكنه أيضًا يرفع مستوى المخاطر ويعرض الدول لهجمات رقمية جديدة غير مسبوقة. إن فهم هذه الظاهرة وتحليلها أمر ضروري لتحديد استراتيجيات فعالة لحماية الأمن القومي ومنع الاعتداءات عبر الإنترنت والحفاظ على الابتكار والتقدم التقني بالتوازي مع توفير الحماية اللازمة للمواطنين وأصول الوطن.
توسيع نطاق القدرات العسكرية بواسطة الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة
لقد سهلت تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تطوير أنظمة دفاع جوية أكثر كفاءة وإدارة الأزمات أفضل وتوقعات دقيقة لأحوال الطقس يمكن استخدامها لتنبيه الوحدات العسكرية لمواجهة حالات طوارئ محتملة مثل الأعاصير أو الزلازل أو الفيضانات المفجعة. بالإضافة لذلك فإن قدرتها الفائقة على فحص كم هائل من البيانات بسرعة وبشكل موثوق يعطي قادة العالم رؤى ثاقبة حول وضع خصمه الحالي وعلى نحو مماثل تسمح تقنيات الشبكات العنكبوتية بتبادل المعلومات بين المنظمات الحكومية المختلفة بأمان وبسرعة فائقة وهو ما يسهم بشكل ملحوظ فى جمع معلومات استخباراتية شاملة واكتشاف مؤامرات تهدد النظام العام باكراً واتخذ الاجراء المناسب حيالها.
مخاوف بشأن هجمات الإلكترونية ومستقبل الحرب الرقمية المستقبلي
مع تقدم المجتمع العالمي نحو الاعتماد المتزايد على الحلول الرقمية فيما يتعلق بالخدمات المالية والبنية الأساسية للبلاد وأنظمة الاتصالات والنقل وغيرها الكثير تضاعف عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف تلك الجهات الهامة وذلك بسبب زيادة التعقيد داخل البنى التحتية الحديثة والتي تعتمد اعتماداً كاملاً عليها علاوة علي ذلك تعد القدرة التشغيلية لهذه الأنظمة أمرا حساساً للغاية حيث تتطلب تشغيل أي نظام رقمي توافر شبكة لاسلكيه آمنة تماماً وهذا الأمر يشكل تحديا مستمراً بالنسبة للدول كافة إذ انه ليس بالأمر السهل ضمان عدم تعرض نقاط ضعف وارد داخل البرمجيات لإختراق أحد سواء كان طرف خبيث خارجي ام حتى شخص ذاتي الخلق . لذلك فقد أصبح الدفاع ضد هجمات سيبرانية منظمة محورا رئيسياً للاستعداد للأزمات العالمية مستقبليا وقد بدأت العديد من دول العالم بالفعل باتخاذ إجراءات وقائية مكثفة للحيلولة دون اختبار قدرتهم الإستيعابية أمام عمليات تخريب ممنهجة مقترنة باستخدام وسائل الدمار الشامل البديلة حاليًا كالفيروسات الضارة مثلاً والذي عرف باسم "الحرب الصامتة".