مقارنة الأنظمة التعليمية بين الشرق والغرب: تحديات وممكنات التعاون الدولي

يُعدّ التحليل المقارن للأنظمة التعليمية العالمية موضوعاً حيويّاً يتطلب فهماً عميقاً للتقاليد المحلية والتطورات الحديثة. وفي هذا السياق، تشكل دراسة الا

  • صاحب المنشور: بكري الفاسي

    ملخص النقاش:
    يُعدّ التحليل المقارن للأنظمة التعليمية العالمية موضوعاً حيويّاً يتطلب فهماً عميقاً للتقاليد المحلية والتطورات الحديثة. وفي هذا السياق، تشكل دراسة الاختلافات والمواضع المشتركة بين النهج الشرقي والغربي لتعليم الطلاب جوانب مثيرة للاهتمام تستحق الاستقصاء. إن فهم هذه الفروقات يوفر رؤى قيمة حول كيفية تعزيز الجودة وتكييف منهجيات التدريس لتلبية الاحتياجات المعاصرة. يساهم هذا البحث في توسيع نطاق الحوار العالمي بشأن مستقبل التعلم والاستفادة القصوى من خبرات كل منطقة فيما يعزز الشمولية ويحرر الإمكانيات غير المستغلة داخل قطاع التربية والتعليم.

تعتبر المناهج التعليمية التقليدية في بعض الدول الإسلامية، مثل نظام المدارس الدينية التي تُعرف بالمكتبات أو المساجد الصغرى (الكُتَّاب)، جذورها التاريخية العميقة وأساليب تدريسها المتأصلة جغرافياً وثقافياً فريدة من نوعها. تركيزها الأساسي ينصب على تعزيز القيم الأخلاقية والدينية مع التركيز المكثف أيضًا على الدراسات اللغوية كالقرآن الكريم والأحاديث والسنة المطهرة والفقه الإسلامي وعلم اللغة العربية. بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام الأكاديمي الحالي الذي تتبعه العديد من البلدان ذات الغالبية المسلمة غالباً ما يكون متوافقًا بدرجة كبيرة مع نظيره الأوروبي وغير الأوروبي حيث يتم دمج المواد العلمانية كالعلوم الطبيعية والإنسانية تحت مظلته الرسمية مما يؤدي للحصول على شهادات رسمية محلية ودولية معتمدة.

على الجانب الآخر، تميل الأنظمة الغربية للتركيز بصورة أكبر نحو المهارات العملية والحلول الابتكار لحل المشكلات وكذلك تطوير القدرات الشخصية والعقلية لدى الأفراد عبر تعليمهم طريقة تفكير نقدي ومنطقي منذ سن مبكرة نسبيًا مقارنة بنظرائهم المسلمين الذين يستوعبون المفاهيم والمعارف جملة كاملة دون المرور بتمرينات ذهنية مكثفة قد تساعد لاحقا عند مواجهة مواقف حياتيه مشابهה. وبالتالي يمكن اعتبار وجود توازن مناسب بين هذين الاتجاهين أمر ضروري لتحقيق بيئة مدرسية شاملة ومتكاملة تحترم الهويات الوطنية والثقافية لكل جنس بشري بدون فرض توجه واحد عالميا باعتبار اختلاف البيئات البشرية المتنوعة بحاجة لرؤى مختلفة أيضا.

ومن الأمثلة البارزة لإظهار فوائد تبادل الخبرات بین البلدین الشرقین والغربيين نجاح برنامج "مدرسة الرياض" السعودیة والتي اعتمدتها وزارة التعليم عام ٢٠١٧ بهدف بناء مدارس ذكية تضمن تفعيل دور تقنية المعلومات والاتصالات ضمن مرحلتھا الأولى ، وقد استوحت تلك التجربة أفكارها الرئيسية من تجارب سویدیسية رائدة سابقتها باستخدام أدوات رقمیه حدیثة لإنشاء مسرح رقمی يهدف لعرض محتوى علمي جذاب وغني بالمعلومات بطريقة مبتكرة وجاذبة للمتعلمين خاصة منهم الشباب منهم . كما أنها طبقت نماذج جديدة لمنهج الصف الموحد وكذا نظام تسجيل حضور وانتظام طلابي قائم على الوسائل الإلكترونية عوضا عن وسائل يدویہ تقليدیہ كانت تؤثر سلبيآ علي انتباه الأطفال أثناء دخ


إبتسام بن الماحي

2 مدونة المشاركات

التعليقات