- صاحب المنشور: سيدرا البارودي
ملخص النقاش:
تُعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في نقاش عالمي متزايد حول مستقبل التعليم. مع تطور الآلات للعمل بتعقيد أكثر وتفاعل أكبر، يتسائل الكثيرون عما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستكون مصدر قوة لدفع العلوم إلى الأمام أم أنها قد تهدد أساسيات العملية التعلمية التقليدية.
في جوهر الأمر، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي هو ثورة رقمية حتمية ستوجه تغيير جذري نحو نظام تعليمي أكثر كفاءة وشخصنة. يمكن لهذه الأنظمة المتقدمة تقديم دعم فردي لكل طالب بناء على احتياجاتهم الخاصة وأسلوب تعلمهم الفريد. كما يساعد المعلمين على إدارة الصفوف الأكبر حجماً وإعطائهم الوقت اللازم لتوجيه الطلاب الذين يعانون مشاكل خصوصاً. بالإضافة لذلك، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحسين عمليات المناقشة والأبحاث العلمية من خلال استخدام حواسيب قوية لمعالجة البيانات الضخمة وتحليلها بسرعة ودقة غير مسبوقتين.
غير أن هناك مخاوف مشروع حول تأثير الذكاء الاصطناعي السلبي المحتمل أيضًا. قد يؤدي الاعتماد الزائد على الروبوتات والبرامج المحوسبة إلى تقليص فرص التواصل الاجتماعي والتفاعل الشخصي بين طلاب ومدرسين مما له آثار نفسية واجتماعية خطيرة. كذلك فإن الخصوصية وسلامة المعلومات الشخصية للمستخدمين باتتا محل اهتمام كبير وسط تخوف واسع الانتشار بشأن تسريب بيانات شخصية حساسة عبر الإنترنت. وقد تم ربط انتشار الأخبار الكاذبة والمغالطات عبر الأنترنيت بصعود روبوتات تقوم بنشر معلومات مضللة مغرضة بغض النظر عن مدى دقتها أو صدقيتها. وبالتالي تعد المخاوف أخلاقية ملحة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال education بطريقة تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين جميع أفراد المجتمع وليس الطبقات الغنية فقط.
وفي النهاية يبقى الواقع أنه لا ينطبق مصطلح "ثورة" فيما يتصل بالذكاء الصنعي Education إلا إذا تمت معالجته بعناية فائقة وضمان مسار تقدم آمن يحافظ على القيم الإنسانية الأساسية ولا يساهم بأذى مباشر لأفراد مجتمع بشري مهم منها الاحترام والحوار المفتوح والحوار البناء المستند للأدلة والقرائن الدقيقة المبنية للاستنتاجات المنطقية المعقوله والتي تغذي عملية تفكير يشكل جزء اساسيين لها القدرة علي فهم عميق لمجريات الاحداث والكشف عن الحقائق مهما كانت مجلوه .إن مفتاح نجاح دمج تكنولوجيات الحاسوب الحديثة داخل بيئة تعليميه فعاله يكمن بالموازنه المثالية بين توظيف مزايا تلك الأدوات واستخدام طاقاتها القصوى لتحقيق غايات نبيله يغلب عليها روح الإبداع والإبتكار بلا انحياز لصالح أي طرف علي حساب اخر مادامت مبادئ حقوق الإنسان محفوظة واحترمت بحشمت ألوان الطيف الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه الشعوب المختلفة .