يمثل الموت نهاية دورة حياة الإنسان، وهي مرحلة طبيعية وحتمية لجميع الكائنات الحية. بينما قد تكون فكرة الموت مخيفة ومربكة بالنسبة للبعض، فإن الفهم العميق لأعراضه النهائية يمكن أن يوفر الراحة والتوجيه للعائلات والأحباء أثناء هذه الفترة الصعبة. ستناقش هذه المقالة الشاملة مجموعة واسعة من الأعراض البدنية والعاطفية التي غالبًا ما تحدث خلال مراحل الوفاة المتقدمة.
في بداية مرحلة الوفاة، قد يظهر بعض الأفراد علامات بدنية محددة مثل فقدان الشهية، وانخفاض الوزن بشكل ملحوظ، وعدم القدرة على التركيز أو التركيز. كما يمكن ملاحظة تغييرات في نمط النوم؛ حيث يقضي الشخص وقتاً طويلاً مستيقظاً ولكن في حالة خمول شديد. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني البعض من اضطرابات حركية واضطرابات في المشي بسبب انخفاض قوة العضلات وتدهور التنسيق الحركي العام.
ومن الناحية النفسية، قد يشهد الأقارب تغييرات كبيرة في سلوك ووعي المحبوب. قد يبدو الشخص مغتاظا وغير متفاعل اجتماعياً، ربما نتيجة لتغيرات كيميائية دماغية مرتبطة بالمرض. هذا الوضع غير المعتاد للسلوك الطبيعي للشخص قد يؤدي أيضاً إلى شعور بالحزن أو الاكتئاب لدى المقربين منه.
مع تقدم الحالة المرضية نحو آخر أيام الحياة، تتطور هذه الأعراض عادةً لتتضمن زيادة الخمول والحاجة الدائمة للنوم، وفقدان الاهتمام بالأكل والشراب، واحمرار وجه وأصابع اليدين والقدمين بسبب توسّع الأوعية الدموية قبل موتها. وفي الوقت نفسه، يتمتع العديد بتجربة إحساس بارد وشديد بالقرب من منطقة الرأس والفخذين نتيجة لانكماش الأوعية الدموية هناك.
بالإضافة لذلك، هناك حالات يُطلق عليها "البرق الأخير"، والتي تشير لحركات مفاجئة تبدو وكأنها رد فعل مصطنع عند لمس الجسم أو عند تغيير وضعه. إنها ظاهرة شائعة ولا تدل على استعادة الوظائف العصبية بل هي تعبير لاحقا للأفعال المعروفة سابقاً للمريض عندما كان بصحة جيدة.
وفي الجانب الروحي والمعنوي، يفسر الكثيرون التجسّد المتكرر للاعتبارات الشخصية والدينية بأنها مؤشر لتحضير روحي ونفسي للاستعداد للمرحلة التالية بعد الحياة الدنيا; وهذا جزء هام جدا لفهمه لما يحدث لمن نحبونه ويواجهون مواجهة ميتههم الأخيرة .
إن تقدير ودعم الأشخاص الذين يدخلون نهاية رحلتهم الأرضية أمر مهم للغاية. إن كوننا على دراية بأعراض وفاة شخص مقرب يساعدنا جميعًا في تقديم رعاية أكثر حساسية وتعاطفا له ولنفوس أعزتنا أيضًا ضمن نفس السياقات المؤثرة لهذه اللحظات الانتقالية الحاسمة في مسيرة البشر الإنسانية.