• صاحب المنشور: رابعة المزابي
  
  ملخص النقاش:
  في ظل الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، يبرز الأمن السيبراني كأهم تحدٍ مستقبلي مع تزايد اعتمادنا على الأنظمة الآلية والذكاء الاصطناعي. هذا العصر الجديد يحمل معه فرصاً هائلة للإبداع والابتكار، ولكن أيضًا مخاطر غير مسبوقة تتطلب حلاً استراتيجياً شاملاً. يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الدفاعات ضد الهجمات الإلكترونية، لكنه قد يعرض نفسه أيضاً لتكون هدفًا لهؤلاء الذين يستغلونه لأغراض خبيثة.

أول هذه التحديات هو هجوم القوى العاملة المعادية أو "Adversarial Workforce" حيث يقوم المجرمون الإلكترونيون بتدريب نماذج ذكاء اصطناعي لتنفيذ عمليات اختراق دقيقة ومستهدفة عبر نقاط الضعف الخفية داخل الشبكات والبرامج. ثانياً، يأتي موضوع السرية والأمان عند استخدام تقنية blockchain وأنظمة التعلم الآلي المدعومة بالبيانات الكبيرة والتي غالباً ما تكون حساسة للغاية. إن الحفاظ على خصوصية البيانات أثناء تعليم وتنفيذ نماذج الذكاء الاصطناعي أمر حيوي لمنع الاستخدام الضار لهذه التقنيات.

ثالثا، هناك مشكلة الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي مما يؤدي إلى عدم القدرة على فهم سلوك النظام واتخاذ القرارات المناسبة عندما تواجه المواقف غير المحسوبة بشكل صحيح خلال مرحلة التدريب الأولي. رابعاً، يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدا جديدا وهو قدرته المحتملة على توليد هجمات جديدة لم يتم تصورها سابقا بسبب طبيعتها الديناميكية والتطورية. أخيرا وليس آخراً، ينبغي النظر بعين الاعتبار لكيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على تدريبات الاختبار الحاليّة وبناء دفاعات فعالة قادرة على مواجهة تلك الهجمات الجديدة المستمدة من القدرات المتقدمة لهذا العلم الناشئ.

إن بناء نظام أمني شامل ومترابط يتجاوز مجرد إضافة طبقات جديدة لحماية بياناتنا؛ بل يتعلق بفهم العمليات الداخلية للنظام وكيفية دمج الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن سلامته واستدامته أمام أي محاولة اعتداء محتملة. إنها دعوة للتوعية والاستعداد لكل من يعمل ضمن مجال الأمن السيبراني والمستخدمين النهائيين لنظام المعلومات الحديث بغض النظرعن حجم دور كل منهم فيه. فالتعاون والتوجيه المشترك هما المفتاحان الرئيسيان لحماية شبكتنا العالمية المتصلة ضد المخاطر المرتبطة بتكنولوجيا المستقبل.