- صاحب المنشور: عبد المنعم الحلبي
ملخص النقاش:
تواجه منظومة التعليم التقليدية تحديا هائلا مع تطور الذكاء الاصطناعي. فقد أصبح هذا التكنولوجيا الحديثة قادرة على تقديم مواد تعليمية شخصية وفعالة تتجاوز قدرات المعلمين البشر لإعطاء الاهتمام لكل طالب. لكن هل يمكن اعتبار هذه الثورة تكنولوجية تحولا جذريا نحو المستقبل أو أنها تشكل خطرًا يهدد جوهر العملية التعليمية كما نعرفها اليوم؟ يتعمق بحثنا هنا بمناقشة الفوائد المحتملة والتهديدات التي يعرضها استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم وكيف سنستفيد منه بدون المساس بقيمتنا الإنسانية الأساسية.
إن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في التعليم يجلب العديد من الفرص المشجعة. فهو قادر على توفير تجارب تعلم مرنة وشخصية بناءً على نقاط القوة والضعف الخاصة بكل فرد. يمكن لأداة التعلم الآلي مثل "ChatGPT"، مثلاً، مساعدة الطلاب الذين يكافحون لفهم مفاهيم الرياضيات الصعبة بوصف الحلول بطريقة أكثر قابلية للفهم لهم شخصياً. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي زمن استجابة أسرع بكثير مقارنة بالمعلمين البشريين مما يسمح بتقديم حل للمشاكل بسرعة أكبر وبالتالي تعزيز الأداء الأكاديمي.
بالإضافة لذلك، يمكن لتطبيقات أخرى تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي مراقبة تقدم الطالب وتحديد مجالات الاحتياج للدعم الإضافي بشكل دقيق ومحدد للغاية حيث يمكن لهذه الأدوات أيضًا تقدير جودة العمل الذي يقوم به كل طالب استناداً إلى مهاراته وأسلوبه الخاص - وهذا يعني أنه لن يتم تطبيق نفس المعيار العام غير المرئي والمعيب لجميع طلاب الصف الواحد مرة واحدة وإلى أجلٍ غير مسمى.
ومع ذلك، فإن هناك مخاطر محتملة مرتبطة باستبدال المعرفة البشرية بالحوسبة الذكية. فعندما يُجرى اختبار فهم عميق لدى الإنسان عبر جهاز كمبيوتر يستخدم خوارزميات حسابية لتحليل البيانات والإجابة عنها دون أي مشاركة ذهنية فعلية؛ فكيف لنا حينذاك قياس قدرة الطالب الحقيقة علي الأفكار الخلاقة والحكم الأخلاقي والتواصل الاجتماعي وغيرها الكثير والتي تعتبر جزء أساسياً من تطوير الشخصية وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص؟ إن عملية التعلم ليست مجرد نقل معلومات بل هي رحلة مليئة بالتجارب والمشاركة المجتمعية لبناء هويتك وانتمائك لعالمنا الكبير الواسع حولنا والذي تفرد كل طبقاته بعناصر غنية ومتنوعة تساهم بصناعة ثقافتنا الفريدة وغرسها ضمن أفراد مجتمعاتنا المحلية والعالميه كذلك!
لذلك بينما تحتضن المؤسسات التربويه العالم الحديث واستخداماته العلميه المتجدده يوم بعد الآخر إلا ان عليها أيضا ضمان توازن حاسم للحفاظ علی هویتها الأصيلة واستقرارها كأدوات مؤثره مؤثره داخل سلسلة التعليم الجديد تلك وذلك بإعادة النظر دورالمعلم الحيوي كرافعه رئيسيه تقوده مجموعة متنوعة من وجهات نظر مختلفة ولكن متكاملة بعضلات البشر المؤثره والأجهزة الرقميه الداعمه لها جنباً الي جانب ومن ثم خلق بيئات ديناميكية ثرية بالطاقه والفائدة لكل قطاعات المجتمع المختلفة ذات الشغف بنهضة علم جديد يوحد جهود الجميع نحو بلوغ اهداف مشتركه مشتركه تحقق رفضا عاما سعيدا لمجتمعات صحيه منتجة مزدهرة ومسالمة للأجيال القادمة بلا شك !