- صاحب المنشور: رتاج بن مبارك
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، أصبح لاحتضان البشر للتكنولوجيا الحديثة تبعات متعددة ومتشعبة. حيث شهدت العقود الأخيرة تطورات هائلة في مجال التقنية؛ فقد دخلت إلى عالمنا الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والشبكات الاجتماعية وغيرها الكثير مما غير طريقة حياتنا اليومية وأساليب تواصُلنا وتفاعُلاتنا الاجتماعية. ولكن هل لهذه الثورة الرقمية جوانب سلبية محتملة؟ وكيف تؤثر هذه التطورات المتسارعة في مجالات الاتصالات والتواصل الاجتماعي على صحة الشباب النفسية تحديداً؟
التأثيرات الإيجابية المحتملة للتكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب:
1) التواصل الفعال: توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصة أكبر لشباب لتبادل الأفكار والمعارف مع أشخاص جدد حول العالم وبناء شبكات دعم اجتماعية جديدة قد تفيدهم بطرق مختلفة.
2) الوصول إلى المعلومات: يوفر الإنترنت العديد من الموارد التعليمية والثقافية التي يمكن استخدامها لتحسين مهارات وقدرات الأفراد.
3) تقليل الوحدة والعزلة: لأسباب وجيهة مثل الحد البعيد عن المكان أو قيود الوقت، تلعب وسائل الإعلام الرقمية دورًا محوريًا كوسيلة اتصال بين أفراد الأسرة والأصدقاء الذين يعيشون بعيدًا جغرافيًا. وهذا مهم خاصة بالنسبة للجيل الجديد الذي يشهد تغيرات كبيرة في طبيعة العلاقات الإنسانية.
الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة للتكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب:
وعلى الرغم من الفوائد الواضحات أعلاه إلا أنه هناك بعض العواقب الضارة أيضًا والتي تشمل زيادة مستويات القلق والإرهاق والإجهاد النفسي لدى شريحة كبيرة ممن يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بكثافة شديدة وذلك بسبب عدة عوامل منها:
1) الإفراط في الاستخدام وضغط المقارنة: يقضي معظم المستخدمين وقت طويل أمام الشاشات يتعرضون لمحتوى مثير للإعجاب الشخصي والمبالغة فيه غالبًا مما يؤدي لإصابتهم بتأنيب الذات والشعور بعدم الكفاية وضعف احترام الذات.
2) نقص النوم واضطراب الدورة البيولوجية: إن حدوث اضطراب بالنوم نتيجة التعرض للأضواء الزرقاء المنبعثة من الشاشات الإلكترونية أمر معروف جيدًا ويمكن أن يحصل عند أي عمر لكن تأثيره السلبي أكثر حدة خلال فترة المراهقة والشباب الأولى حيث تكون الحاجة للنوم مرتفعة نوعيًا وقدريًا بالتزامن مع ارتفاع مستوى نشاط هرموني يتطلب ضبط الساعة الداخلية للجسد بما يناسب ذلك ولا يحدث هذا إلا عبر الحصول على حرمان معتدل نسبيا من ضوء النهار الطبيعي ثم تعرض تدريجي لبقية أنواع الإضاءة الاصطناعية الأخرى كالضوء الموفر في الغرف الليلية ومصباح مكتبي مقبول الحجم وغير كبير جدًا كذلك تجنب فتح الأنوار الكهربائية داخل حجرتك مباشرة قبل موعد الخلود للفراش بفترة زمنية قصيرة.
3) زيادة المشاعر السلبية وانخفاض الشعور بالسعادة: أكدت دراسات علمية عديدة وجود ارتباط مباشر بين مدة جلوس الأطفال بمواقع التواصل الاجتماعية وشعورهم الداخلي بالإكتئاب وفقدان القدرة على تنظيم عواطفهم بغض النظر عمّا إذا كانوا في واقع الأمر بحالة مزاج جيدة أم سيئة قبل البدء