دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعليم

تُعد الثورة الرقمية التي شهدتها الإنسانية خلال العقود القليلة الماضية مصدر إلهام كبير لأساليب وطرق جديدة لتقديم وتلقي التعلم. وفي طليعة هذه الأساليب ي

  • صاحب المنشور: أفنان الموساوي

    ملخص النقاش:
    تُعد الثورة الرقمية التي شهدتها الإنسانية خلال العقود القليلة الماضية مصدر إلهام كبير لأساليب وطرق جديدة لتقديم وتلقي التعلم. وفي طليعة هذه الأساليب يأتي استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي (AI)، والتي تشهد حالياً تطبيقاتها زيادة مطردة وموجّهة نحو تحسين العملية التعليمية بكافة مستوياتها وأنواعها.

يعمل الذكاء الاصطناعي على ربط العالم الافتراضي بالعالم الحقيقي، مما يوفر فرصاً هائلة لإحداث تغييرات جذرية في المجالات التربوية والتعليمية. فمن خلال تمكين الأنظمة المعتمدة عليه من معالجة كميات كبيرة ومتنوعة من البيانات بطريقة فورية وبشكل ذكي، يمكن له إعادة تعريف الطرق التقليدية للتفاعل والتواصل بين المعلمين والمتعلمين والمواد الدراسية نفسها.

أولى أهم الإنجازات هنا تتمثل في قدرته على تقديم الدروس المصممة خصيصا بناءً على احتياجات الفرد وقدراته الخاصة؛ حيث تستطيع البرامج المدعمّة بالذكاء الاصطناعي تحديد نقاط قوة وضعف كل طالب باستخدام خوارزميات متقدمة للمراقبة والإحصاء، ثم تعديل خطوط التدريس وفقًا لذلك. وهذا ليس مجرد تغيير شكلي فيما يتعلق بطرائق العمل بل هو نقلة نوعية تؤدي إلى تحقيق المزيد من الكفاءة والأثر الأكبر لكل طفل أو شاب داخل الفصل الدراسي المحوسب.

بالإضافة لهذا الجانب العملي، تُظهر أدوات الذكاء الاصطناعي أيضًا كفاءتها في مجال التحليل والاستنتاج اللغوي والمعرفي للأدبيات الأكاديمية. فعلى سبيل المثال، توفر بعض الأدوات القدرة للمستخدمين البحث والتنقيب بسرعة وكفاءة عالية عن المعلومات ذات الصلة بموضوع اهتمامهم الخاص ضمن مكتبات رقمية هائلة عبر الإنترنت. كما أنها قادرة كذلك على مساعدة الطلاب أثناء عملية كتابة الرسائل الجامعية أو بحوث التخرج بإظهار الأمثلة المناسبة لهم واقتراح طرق متجددة للوصول لأفضل تصميم منطقي للعمل العلمي المكتوب.

ومن ناحية أخرى، تدخل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضا لحاضر الغرفة الصفية بنماذج محاكاة ثلاثية الأبعاد بتكنولوجيا الواقع الافتراضي المُحسنة لعرض التجارب والدروس العلمية بصورة أكثر تفاعلية وجاذبية مقارنة بالمناهج القديمة المشملة بالأعمال الكتابية. هذا بالإضافة لإمكاناتها الهائلة لمواجهة تحديات اللغة والثقافات المتنوعة حول globe من خلال تطوير برمجيات قابلة للإعداد حسب حاجات كل مجتمع عالميًا.

لكن رغم فوائد الذكاء الاصطناعي العديدة وغير المسبوقة، تبقى هناك تساؤلات ومخاطر محتملة مرتبطة باستخدامه الواسع الانتشار كرافعة رئيسية لتحقيق نتائج تربوية أفضل. إذ أنه حتى وإن كان قادرًا على خلق بيئة تعلم شبكية ديناميكية وفريدة بكل فرد، إلا انه قد يؤدي ايضًا الي عزله اجتماعيياً وانكماشة مهارات الاتصال الحقيقة لدى الشباب الذين يكبرون ويترعرعون داخل تلك البيوت المنغلقة الرقمية . فلا تزال هنالك حكمة وضع حدود وضوابط واضحة لاستخدام هذه الأدوات الجديدة دون ذكر ماهيتها ولا طبيعتها الموضوعية الخالصة بقول "التكنولوجيا هي مجرد آداة" فالوقائع


سليم الهضيبي

8 مدونة المشاركات

التعليقات