شرعية الشريعة الإسلامية ومكانتها في المجتمع الحديث

في عصر يشهد تباينًا متزايدًا بين التقاليد والممارسات الثقافية التقليدية والقيم الديمقراطية الحديثة، يبرز نقاش مهم حول "شرعية الشريعة الإسلامية" كمصدر

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    في عصر يشهد تباينًا متزايدًا بين التقاليد والممارسات الثقافية التقليدية والقيم الديمقراطية الحديثة، يبرز نقاش مهم حول "شرعية الشريعة الإسلامية" كمصدر قانوني وأخلاقي. هذا النقاش ليس جديدا ولكنه يتجدد باستمرار خاصة في ظل التعامل مع القضايا المعاصرة التي لم تكن موجودة عندما تأسست الأنظمة القانونية والحكم السياسية.

ماهية الشريعة الإسلامية

تعتبر الشريعة الإسلامية مجموعة من الأحكام والأوامر والنواهي المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهي تشكل النظام الكامل للحياة البشرية حسب المنظور الإسلامي. تتضمن هذه الشريعة أحكاما دينية واجتماعية وقانونية تضمن العدالة والمساواة بين الناس. لكن كيف يمكن تطبيق مثل هذه التشريعات في عالم اليوم؟

الشرعية مقابل الفعالية

تعد قضية شرعية الشريعة مسألة دين بالنسبة للمسلمين المؤمنين الذين يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى قد حدد كل جوانب الحياة الإنسانية بالأحكام الواردة في كتبه المنزل على رسله عليهم السلام وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. بينما ينظر البعض الآخر إلى فعالية هذه التشريعات وتكيفها مع العصور المختلفة كعنصر حيوي لأهميتها العملية والتطبيقية في الواقع الحالي.

التقدم الاجتماعي والثبات الديني

مع التطور الكبير الذي شهدته الحضارات الغربية في مجالات العلم والتكنولوجيا والصحة وغيرها، وجدت العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة نفسها أمام تحديات حقيقية تتمثل بتحقيق توازن بين الاحترام للثوابت الدينية وبين الاستفادة مما توصل إليه العالم الإنساني المتغير بسرعة البرق. فمثلا: كيف يمكن الجمع بين حقوق المرأة الأساسية والمعترف بها دوليا وبين بعض الأحكام الخاصة بالمرأة كما وردت في شرائع الإسلام؟ وكيف يمكن إدارة الصراع الطبقي وضمان حقوق جميع طبقات المجتمع وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي المجرمة للاستغلال والاستبداد؟

الحوار ضرورة ملحة

يُشدد الكثيرون على أهمية فتح باب الحوار المفتوح حول قضايا الشريعة لتعميق فهم الجمهور الواسع لها وللتأكيد أنها ليست مجرد مجموعة جامدة من التعليمات ولكن هي نظام بشري كامل قابل للتكيّف والتطوير بما يحقق مصالح الإنسان ويحقق مقاصده وغاياته العامة. وهذا يتطلب مراجعة مستمرة للأحكام بعيدا عن التحيز أو الظن الشخصي، بل برؤية عقلانية وإسلامية عميقة وفقهية راسخة تراعي ترابط أحكام الشريعة وتنوع أحوال المكلفين عبر الزمان والمكان.

وفي النهاية فإن الاعتراف بشرعية الشريعة الإسلامية هو خطوة هامة نحو تحقيق مجتمع أكثر سلاما واستقرارا، حيث يتم احترام الحقوق الشخصية والعقائد المختلفة ضمن اطار شامل ومتساوي يعزز الوحدة الاجتماعية ويعالج المشاكل بطريقة أخلاقية وعادلة وفق ضوابط الإسلام الربانية الثابتة المُعلنة لكل الخلق حتى يوم القيامة إن شاءالله تعالى.


بهاء المغراوي

8 بلاگ پوسٹس

تبصرے