- صاحب المنشور: إياد بن عثمان
ملخص النقاش:
التفاعل بين الدين والتكنولوجيا هو موضوع حاسم ومثير للنقاش خاصة فيما يتعلق بالعبادات الإسلامية. أحد الواجبات الأساسية للمسلمين هو الوضوء قبل الصلاة وهو عملية التطهير الجسدي التي تتطلب الماء واليدين والثلاث مراحل الرئيسية هي الغسل والاستنشاق والاستنثار. مع تطور التقنية الحديثة وأدواتها المتنوعة مثل الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الطبية وغيرها, يطرح هذا تطورات جديدة ومتعددة حول كيفية تطبيق هذه العبادة وفقا للتعاليم الإسلامية.
في البيئة المعاصرة حيث يعتمد الكثير من الناس على الكترونيات متنوعة قد تكون متصلة مباشرة بجسم الإنسان أو بالقرب منه لفترة طويلة كأغلفة القلب الاصطناعية لأولئك الذين يعانون من أمراض قلبية مزمنة, فإن مسألة حفظ نقاء الجسم أثناء أداء الوضوء تحتاج إلى نظر خاص. بينما ينفي بعض الفقهاء وجود حاجز معنوي يحرم لمس المعدات الإلكترونية بعد الوضوء طالما أنها نظيفة وخالية من أي مواد غير مشروعة حسب التعريف الشرعي "النَجَس"، إلا أنه هناك آخرون يؤكدون ضرورة تجنب الاتصال بأي جهاز ذو مصدر كهربائي كهذه حتى لو كانت بدون تأثير مباشر لأن الكهرباء نفسها تعتبر نوعًا من "العِلَّة" التي يمكن اعتبارها مؤثراً محتملًا يضعف حالة الطُّهر وذلك بناءً على فهمهم لآراء الفقهاء القدامى.
بالإضافة لذلك, ثمة جدلية أخرى متعلقة بالأجهزة القابلة للإرتداء والتي توفر بيانات صحية مستمرة للمستخدم وفي نفس الوقت تأتي بطرق مختلفة للتواصل مع جسم الفرد سواء عبر الجلد مباشرة أو عبر الملابس الداخلية مما يجعلها جزءاً دائماً من الحياة اليوميه. تؤكد تعليمات الشريعة الاسلاميه انه اذا لم يكن هناك اتصال جسدي مباشر ولا يوجد أي تداخل فعلي بين الجهاز وجسد الشخص, فإنه لا يُعتبر ذلك مانعا من قيام الشخص بأداء واجباته الدينية بكل اطمئنان وثقة. لكن عند الحديث عن تلك الاجهزة التي تحمل رقائق داخلية مرتبطة بنظام تشغيل خارجي عبر شبكات لاسلكيه, يظهر الحاجة لإعادة النظر والتفسير لاستخدام مصطلحات مؤسسة بالإسلام القديمة لتلبية احتياجات العالم التقني الجديد والقائم أساساً علي حل المشاكل المستجدة الناشئة حديثا عن استخدام物品 جديده.
تحديد عناصر التحريم -أي المحظور- في حالات مشابهة له أهميته القصوى حيث انه بمجرّد معرفتنا للأسباب الاساسية للتحريم نستطيع تحديد وضعيتها وطرح الحل المناسب لها حال تعرضنا لها لاحقا. إذا تم ربط نجاسة الشيء بتلوثه بطبيعة الامر وبقاء أثاره عليه بعد الزوال الأولي لهذه المتعلقات الخارجية عنه كما هو الحال عندما نمس شيئ مهيج للغضب مثلا وقد نتسبب بذلك بإيذاء شخص اخر؛ هنا يشكل الحكم الذاتي نفسه عائق أمام استمرارية صلاحيتة لغرض الاستعمال الأصلي له بسبب ترك اثر سلبي فيه جاز لنا اعتباره حينئذٍ كمصدر لنزع صفائه وقدرته التأثير التصحيحي الموجودة فيه أصالةً. ولكن هل تنطبق ذات العقوبات الموجهة ضد الأفعال الواضحة والجائزة دينياًعلى الأدوات والمعدات الإلكترونيّة؟ يبدو ان الإجابة ستكون بالنفي بناء علي تحليل عميق وشامل لخصائص كل فرد منها وتقييمه مقارنة مع ما جاء به الدين.
من جانب آخر, يمكن ايضا ذكر حالات تستوجب غسل اليدين مجددًا عقب الانتهاء من الوضوء حسب فتاوى الفقهاء المختلفة تبعا للعادات المساهمة في انتشار الأمراض الفتّاكة كالوباء الذي يجتاح المجتمعات منذ سنوات والذي يعد مرض كورونا ابرز نماذجه المؤلمة. ويذكر الدكتور محمد عبد الله الرميان دكتور التربية الاسلامية بجامعه الملك خالد بالسعوديه مثالا واضحا حيث قال:"إن مس المصحف الشريف دون غسل يتمثل بأفضل الظروف الصحية دليلٌ كافي على تقدم وتعاضد العلم والدين سوياً". بالتالي فان التشديد الحالي بشأن إجراء مراسم نهوية إضافية كتلك الخاصة بغسل القدمين وكذلك إضافة مرحلتين متعلقهتين هما غ文章ـ行及携衸(استبديل) يدعى البعض بها "مسجد اليد"(Hand Touching Mosque)، وهناك توصيات أخري لاتخاذ الاحتياطيات اللازمة للحفاظعلی سلامة أفراد المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية أيضا إذ يتوازن العملان معا لتح