يعدّ الجهاز الهيكلي أحد أهم الأنظمة الفسيولوجية التي تسهم بشكل بارز في الحفاظ على استقرار وتوازن الجسم البشري. يضم هذا النظام العظام والمفاصل والأربطة والعضلات، وكل منها يلعب دوراً حيوياً في تحقيق وظائف أساسية متعددة.
العظام هي أساس الجهاز الهيكلي؛ فهي توفر الإطار الداعم للبنية الجسدية وتحمي الأعضاء الداخلية المهمة مثل القلب والدماغ. تتكون هذه الأقسام الصلبة من مادة معقدة تسمى "الكاتابون"، وهي عبارة عن خليط من الأملاح المعدنية والبروتينات القاسية والمعروفة باسم "الأوسيلة". كما أنها تعمل كمخزن رئيسي لبعض المعادن الضرورية لصحة الجهاز العصبي والجهاز الدوري، خاصةً الكالسيوم والفوسفور. بالإضافة إلى ذلك، تنتج نخاع العظم خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية التي تعتبر ضرورية للدفاع المناعي وإصلاح النزيف.
تُعتبر المفصلات نقطة اتصال بين قطعتين عظميتين، مما يتيح حركة أو مرونة محددة بناءً على نوعها - سواء كانت مفصلة مفصليّة بسيطة أم أكثر تعقيدا كالرسغ أو العمود الفقري. تساعد الغضاريف الموجودة حول كل طرف عصبي في تخفيف الاحتكاك وتعزيز قدرة تحرك طبيعية بدون إيذاء غشاء المفصل الداخلي. تلعب الأوتار والأربطة دور مهم أيضا لتثبيت موقع المفاصل ومنع انحرافاتها غير المرغوب فيها أثناء النشاط البدني.
وفي المقابل، تبقى عضلات الجسم كأداة هامة لتحريك العظام وبالتالي تحقيق الحركة العامة للجسم. يتم تنبيه العضلات عبر الأعصاب نتيجة لإشارات صادرة من الدماغ والحبل الشوكي. ينقبض بعض منها وينكمش الآخران بالتبادلِ لينتج عنه التنقل ذهابًا واياباً داخل نطاق محدود نسبيا حسب مكان وجود تلك العضلة وعلاقة عملها بالمفصل المرتبط بها مباشرةً.
بشكل جماعي، يعمل الجهاز الهيكلي بكفاءة عالية ليس فقط بتوفير دعائم قاعدية للحياة اليومية ولكن أيضًا بدعم عملية نمو ونموذ التشريح البشرية منذ ولادتنا حتى مرحلة الشيخوخة المتقدمة بإذن الله سبحانه وتعالى. إن فهم تفاصيل تشكيلته وأساليب عمله يساهم بفهم أعمق لوحدة أجسادنا وقدراتها الخارقة والتي تعد جزءا أصيلا من نظرية التصميم الرباني للعالم الطبيعة بالإجمالي.