- صاحب المنشور: فتحي بن عثمان
ملخص النقاش:
مع الثورة التكنولوجية الحديثة، أصبح دور الروبوتات والذكاء الاصطناعي حاسماً في مختلف الصناعات حول العالم. هذا التحول ليس له تأثير مباشر فحسب على الطريقة التي تتم بها الأعمال بل أيضاً على سوق العمل وبنية المجتمع ككل. سوف نستكشف هنا كيف يمكن لهذه التقنيات المتقدمة أن تعزز الإنتاجية وتخلق فرص عمل جديدة بينما تواجهها مخاوف معينة بشأن البطالة والأثر الاجتماعي المحتمل.
من ناحية، تتيح الآلات الذكية زيادة الكفاءة والتوفير في الوقت والجهد المبذول في المهام الرتيبة والمملة. فعلى سبيل المثال، يستطيع روبوت ذكي القيام بمهمة تصنيع متكررة بسرعة أكبر ودقة أعلى مقارنة بالإنسان العامل تحت نفس الظروف. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بعض الأنظمة الرقمية مثل الخدمات اللوجستية الذاتية القيادة على تحسين عمليات الشحن والنقل مما يؤدي لتقليل تكاليف العمليات وتحسين جودة خدمات التسليم.
في المقابل، قد تتسبب هذه التكنولوجيا الجديدة في فقدان الوظائف للعمال البشريين الذين كانوا يعتمد عليهم سابقاً لإنجاز تلك المهمات اليومية. هناك جدل مستمر حول "استبدال" الأيدي العاملة البشرية بالروبوتات وما إذا كان سيؤدي لانكماش عدد الوظائف المتاحة أمام الأفراد أو حتى تغييرات هيكلية كبيرة بسوق العمل العالمي الحالي.
لكن دعونا نتوقف لحظة لنرى الصورة كاملة أكثر. إن التحول نحو الاعتماد الأكبر على الروبوتات يتيح الفرصة أيضًا لإنشاء وظائف جديدة تمامًا لم تكن موجودة قبل ظهور تلك التكنولوجيا المتقدمة. ربما ليس كل شخص قادرٌ الآن على فهم البرمجة المعقدة اللازمة لصيانة وصناعة هذه الآلات ولكن بالتأكيد هنالك طلب مرتفع لشغل المناصب الفنية وهندسة التصميم لدى مصنعين وموردين رأس مال تقني آخرين يعمل مباشرة بتلك القطاعات الخاصة بسباق تطوير الروبوت.
إعادة التدريب وإعادة التأهيل
لتجنب آثار سلبيّة غير محددة لسوق العمالة المحلي والعالمی فأنه يجب التركيز علی تدريب وإعداد الجيل القادم بأحدث المهارات والمعارف الضرورية للتكيف والتفاعل الأمثل داخل بيئة عمل متغير باستمرار بسبب وجود عناصر ذات قدرة حسابية هائلة وأتمتة عالية الدقة أيضًا.
فبالإضافة للحاجة ملحة لإدخار موارد بشرية مؤهلة لهذا النوع الجديد من المواقع العملية فإن ذلك أيضا يساعد بقاء قوة عاملة نشطة ومبتكرة تستثمر طاقة شباب مضمون لتحقيق نمو اقتصادي شاملا ومترابط واستدامته للأجيال التالية
