التعدد اللغوي كأداة لتطوير الذات: تحديات وثمار التعلم المتزامن للغات متعددة

في عالم اليوم الذي يتسم بالسرعة والتواصل العالمي، يعتبر التعدد اللغوي أكثر أهمية من أي وقت مضى. فتعلم لغة ثانية أو حتى ثالثة ليس مجرد مهارة مفيدة في س

  • صاحب المنشور: ريما البارودي

    ملخص النقاش:
    في عالم اليوم الذي يتسم بالسرعة والتواصل العالمي، يعتبر التعدد اللغوي أكثر أهمية من أي وقت مضى. فتعلم لغة ثانية أو حتى ثالثة ليس مجرد مهارة مفيدة في سوق العمل، بل هو رحلة تعليمية غنية تؤثر على الفرد على مستويات شخصية وعقلية واجتماعية عميقة. في هذه الدراسة، سنستكشف تجربة الأفراد الذين اختاروا طريق التعدد اللغوي، مع التركيز على التحديات التي تواجههم والثمار الذهنية والاجتماعية والفكرية التي يجنيها هؤلاء المتعلمين.

التحديات الرئيسية عند تعلم عدة لغات بنفس الوقت

**1. الازدحام العقلي**: أحد أكبر الشكاوى لدى المتعلمين المتعددي اللغات هو "الازدحام العقلي" - الشعور بأن أجزاء مختلفة من الدماغ تتنافس على تخزين وتذكر المعلومات الجديدة. عندما تدرس لغات متعددة، قد يجد المرء أنه ينسى الكلمات أو القواعد الخاصة بإحدى اللغات بينما يحاول دمج معلومات جديدة في اللغة التالية. هذا يحدث لأن دماغ الإنسان لديه قدر محدود من القدرة على المعالجة والموارد الحسابية. لذلك، فإن محاولة الضغط على الكثير من المعلومات في آن واحد يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبيّة مؤقتة مثل عدم الوضوح وضياع تركيزك.

**2. الارتباك بين الأنظمة اللغوية المختلفة**: كل لغة لديها نظام نحوي خاص بها ومفرداتها وأنماط التحدث المحلية. عندما تتعلم لغات متعددة، من الشائع أن تختلط عليك الأمور قليلا فيما يتعلق بهذه الاختلافات الأولية. قد تستبدل بنية جملة واحدة بطريقة خاطئة في لغة أخرى غير المقصودة، أو تحتاج إلى إعادة توجيه عقلك بسرعة لأخذ عادات لغوية بعين الاعتبار أثناء التواصل الآني. لكن، لحسن الحظ، فإن المرونة العقلية البشرية تسمح لنا بتكييف هذه المهارات مع مرور الوقت واحترافها تدريجيا.

**3. التحفيز النفسي والإيثاري**: بالنسبة للمبتدئين ومتعلمي المستوى المتوسط، يمكن أن تكون عملية تطوير العديد من المهارات اللغوية أمرًا شاقًا وصعب الإنجاز بدون وجود دعم اجتماعي قوي لتحقيق هدف مشترك أو هدف شخصي واضح. بالإضافة لهذا، قد يعاني البعض بسبب حالة شعورية تعرف باسم "متلازمة المستثمر"، وهي ظاهرة نفسية حيث يشعر الشخص بأنه غير مجتهِدٍ بدرجة كافية مقارنة بالأشخاص الآخرين الناجحين الذين يعملون أيضًا نحو تحقيق نفس الغاية المشتركة لهم جميعا بصورة فردية وجمعية! علاوة على ذلك، فقد يتم تغطية الاحتياجات الاجتماعية الأساسية ضمن بيئات ذات ثقافة رسمية أو غير رسمية مما يخلق حواجز أمام الانفتاح الثقافي والعاطفي المطلوب للاستيعاب الجيد للحالة التعليمية برمتها بأبعادها المتعددة والمعقدة.

الثمار والنواتج المثمرة للتعدد اللغوي

على الرغم من كون العملية المجهدة وغير البديهية نوعاً ما، إلا إنها تحمل مكافآت كبيرة وفوائد هائلة لكل جانب من جوانب حياة الفرد. دعونا نسترجع بعض منها هنا باختصار شديد:

* تحسين القدرات المعرفية والاستراتيجية: توصل البحث العلمي الحديث إلى أدلة تشير بقوة إلى تأثير ايجابي كبير لمزاولة نشاط تعلم عدة لغات متوازنة زمنياً على تكامل وظائف المخ وتحسين فعالية الجهاز المعرفي للإنسان عامةً. إن التعرض المتكرر لإشارات وروابط متنوعة عبر صناديق مغلفة ولوازم متعددة يُحفّز شبكات الاتصال داخل مناطق مختلفة داخل الجمجمة المؤثرة مباشرة بالمخيخ وبالفصوص الجدارية والجبهية والقشرية الصدغيّة وغيرها كثيرٌ ممّا يساعد بلا شك وبصورة واضحة وجلية بكل بساطة وتمكن أخذ تلك القرارات الصائبة والصعبة والتي تميل عادة نحو اتجاهات مثلى ومثلى للغاية!! ??????✨?

*

* زيادة فرص التشغيل: وفق تقرير منظمة العمل الدولية لسنة ٢٠١٩م؛ تبين زيادة نسب نجاعة العمليات التجارية الدولية وأرباح المؤسسات العالمية بم


حمزة الجوهري

5 مدونة المشاركات

التعليقات