- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يعد التعليم ركيزة أساسية لبناء مجتمع مستنير ومزدهر وفقاً لتعاليم الإسلام. يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية طلب العلم والمعرفة، حيث يُعتبر ذلك جزءًا مهمًا من إيمان الفرد وإسلامه. وقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ضرورة التعلم والاستفادة منه للجميع بغض النظر عن جنسهم أو طبقاتهم الاجتماعية. فهو يقول: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
لا تقتصر دورية طلب العلم في الإسلام على فترة معينة فقط، بل هي مطلوبة طيلة العمر حتى بعد بلوغ الشيخوخة حسب الحديث الذي رواه البخاري ومسلم حيث قال الرسول الأعظم: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه وهو من يتعرض للشر يأخذه". وهذا يدعونا اليوم لإعادة النظر في نظامنا التربوي وتعزيز دوره المجتمعي لتلبية حاجات العصر وتنمية قدرات أبنائنا وبناتنا لتحقيق تقدم شامل يشمل جميع مجالات الحياة العملية والثقافية والعلمية والفنية وغيرها الكثير مما يساهم بشكل مباشر وغير مباشر بتطور الأمة وتحقيق اهدافها.
في هذا السياق، يمكن تتبع جذور النظام التعليمي الإسلامي عبر التاريخ منذ عهد الخلفاء الراشدين وصولا إلى الدولة الأموية والعباسية وما بعدهما حينذاك كانت المدارس المنتشرة تسمى بالمكتبات والتي تضم مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات بالإضافة للمدرسين الذين يقومون بتوجيه الطلاب نحو طريق البحث والنظر والدراسة الجادة والتأمل العميق لفهم الكتاب العزيز والسنّة الشريفة وكذلك كتب علوم زمانهم المختلفة كالطب الفلك الرياضيات الهندسة الاقتصاد الإدارة السياسية الفلسفة الأدب والشعر... إلخ . كما حرص تلك الأسلاف رحمهُمُ اللّهُ تعالى أيضا علي تشجيع المُنتَجَات العلميّة المحلية والإشراف عليها وذلك بهدف تطوير المعارف والممارسات المستندة الي مرجعيتنا الدينية المقدّسة.
كما يجب التنويه هنا إلي مساهمة العديد ممن خرجت بهم هذه المنظومة الثرية خلال مراحل عمرانية مختلفة مثل ابن خلدون وابن بطوطة وأبن سيناء وجابر بن حيان والكندي وأبي جعفر محمد بن موسى الخوارزمي وغيرهم كثير ممَّن تركوا بصمتهم الواضحة داخل حدود الوطن العربي وخارجه أيضاً ، الأمر المؤسف أنه رغم وجود ثروة معرفية هائلة لدى الامة الإسلامية إلا أنها لم تستثمر بشكل كافٍ ولذلك فإن تحديث القوانين المتعلقة بالنظام التعليمي أمرٌ ضروري للغاية للتأكيد علی مكانته المركزية ضمن المجتمع المسلم الحديث والذي يستحق مواصلة نهضة عظماء الماضي المجيدة بإبداعات جديدة تواكب تطور عصره الحالي وعصر الغد أيضًا!
وفي الأخير فأن تحقيق غاية تعميم تعليم راقي يبتغي ليس محصور بحكومتنا وحدهم ولكن يلزم شركاء آخرين بفاعليات مجتمع مدني متنوع سواء كانوا مؤسسات أهلية خيرية أم أفراد أثرياء مهتميين بابتهاج نشاطات ذات نفع عام تسعي لرعاية واقتراح حلول مبتكرة لتطوير قطاع يندرج تحت مظلة خدمة الإنساني وطموحات وطنه الكبير بعيدا عمّا يسمى بالتناقضات العقائدية والحزبية الضيقة تلك التي تخالف مقاصد ديننا الحنيف المبني أساساً علی أساس الوحدة والألفة والمحبة بين بني الإنسان جمعاء بدون استثناء واحد منهمقطعة منفصلة عن جسد عالم البشرity.