- صاحب المنشور: سعاد الشرقي
ملخص النقاش:
تواجه الفلسفة الإسلامية المعاصرة العديد من التحديات التي تشكل مساراتها وتوجهاتها. هذا الحوار يهدف إلى استكشاف ديناميكيات الاصالة والمعاصرة داخل هذا المجال المهم، ومناقشة كيفية تحقيق توازن نافع بين الجذور التاريخية والفكر المستقبلي. في ظل اتساع عالم اليوم المتغير بسرعة ومتنوع ثقافيًا، يجد المفكرون المسلمون انفسهم مضطرين لإعادة تقييم مواقفهم تجاه العلم الحديث والمدنية الغربية والعولمة والتكنولوجيا والأيديولوجيات السياسية وغيرها الكثير.
جذر هذه القضية يكمن في محاولة فهم دور الإسلام كدين شامل يشمل جوانب الحياة كافة - العقيدة والشريعة والسلوك المجتمعي والثقافة العامة - وكيف يمكن لهذا الدين الثابت عبر قرون متعددة التأقلم مع التحولات الاجتماعية والنظرية الحديثة. إن عملية "التفكير" هنا ليست مجرد نقاش نظري؛ بل هي عمل حيوي يتعلق بكيفية بناء رؤية فلسفية مستنيرة تتوافق مع تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بينما تستوعب أيضًا الحقائق المستجدة وتعالج المشاكل العالمية الناشئة.
يتمسك بعض العلماء المسلمين بالحفاظ على أصالة المناخ الفكري الإسلامي التقليدي كما هو موجود منذ عدة قرون، معتبرين أي خطوة نحو تغييرات معرفية جوهرية تهديداً للإسلام نفسه. ومع ذلك، يلفت الآخرون انتباهنا لحقيقة أن جميع المحاولات السابقة للتحديث والإصلاح خلال فترات مختلفة من تاريخ الإسلام لم تكن إلا رد فعل طبيعي لتغيرات اجتماعية واقتصادية وفكرية – وليس عكساً للهوية أو الانغلاق عنها. بالتالي، فإن رفض الأفكار الجديدة والمناهج البحثية المتطورة لن يؤدي سوى لتهميش مجتمعاتنا وإضعاف قدرتها على التعامل بكفاءة مع الوقائع الراهنة.
في المقابل، يدعو دعاة الإصلاح إلى تبني منهج أكثر شمولاً وأكثر تقبلًا للمعرفة غير الدينية بشرط أنها لا تناقض الآيات الكونية الموجودة بمبادئ الأديان السماوية عامة والإسلام خاصة. ويؤكد هؤلاء أنه يجب عدم اعتبار جميع الأفكار الخارجية كمهددات جلية للجوهر الروحي والديني للأمة العربية والاسلامية، مشددين على ضرورة تمثل روح الإسلام الرحيمة والحكمة والحوار المفتوح البناء الذي يتماشى تماما مع فكرة التشاور المصاحبة للحكم الرشيد والتي ورد ذكرها مباشرة عقب هجرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة حيث قال تعالى: