• صاحب المنشور: غفران بن عاشور
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، برزت العديد من التحديات الأخلاقية التي تشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل البشرية. هذه التقنية المتقدمة والمتعددة الأوجه، والتي يمكن اعتبارها أدوات قوية ومثمرة لتحسين كفاءة الأعمال وتحقيق تقدم علمي وروحي كبير، تحمل أيضًا مخاطر جسيمة إذا لم يتم التعامل معها بحذر شديد وفقًا لضوابط أخلاقية راسخة. يسعى هذا التحليل إلى استعراض أهم تلك المخاوف والقضايا المطروحة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على مجتمعاتنا اليوم وغدًا:

1 - خصوصية البيانات واستخدامها غير المشروع

إن جمع وتخزين كم هائل من بيانات الأفراد يستخدم غالبًا لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. قد يؤدي سوء إدارة مثل هذه المعلومات إلى انتهاكات خطيرة لخصوصيتنا الفردية وانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية. كما يشجع انتشار وسائل الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية على زيادة قابلية الوصول إلى هذه البيانات الحساسة وبالتالي عرضتها للاستغلال التجاري أو الانتهاز السياسي أو حتى الإرهابي إن رغب جناة ذوي نوايا سيئة بذلك. فمن الضروري وضع قوانين دولية صارمة لحماية الحقوق الشخصية وضمان عدم تسريب معلومات شخصية لأطراف ثالثة بغرض الربح الشخصي أو استخدامها ضد المصالح العامة للدول والمجموعات الاجتماعية المختلفة.

2 - فقدان الوظائف وخلق ظروف عمل جديدة

كان للحراك الصناعي تقليدياً آثار اقتصادية واجتماعية عميقة حيث يتسبب بنقل قوة العمل نحو قطاعاتٍ أخرى وهو أمرٌ صحيح بالنسبة للذكاء الاصطناعي أيضا! إلا إنه، وعلى عكس الثورة الصناعية الأولية، فإن تكنولوجيات عصر النهضة الحالي قادرة على تعويض جزء مهم مما تخسرُه بعض القطاعات من فرص تشغيل بشرية عبر تطوير مهارات وظيفية فريدة تتطلب خبرة إنسانية عالية المستوى لكن باستخدام آلات ذكية مساعدة للمهام الروتينية والإدارية الشاقة وغير القابلة للغرس داخل "الأدمغة" الآلية الحديثة ذات القدرات الحسابية الهائلة ولكن المقيدة بفهم دقيق للعواطف والأبعاد الانسانية العميقة للتفاعلات الإنسانية المعقدة للغاية ولا زال أمام الباحثين الكثير ليصلوا لهذه الدرجة المتفوقة حاليًا في علوم البرمجة الخاصة بالتعلم بالعلاقات بين الأشياء وبين الأشخاص فيما يُعرف بتعلم اللغة الطبيعي والذي يعد أحد المجالات الرائدة ضمن مجالات بحث إمكانيات الاندماج الكلي للأجهزة الإلكترونية والحاسبات العملاقة بمحيط الحياة الطبيعية للإنسان بصفته نوعاً حيوانياً اجتماعياً يميل بطبعه للعيش والتواصل الجماعي والسعي الدائم لفهم العالم الخارجي وفهمه وفهمه هو الآخر لنا!!

*

لا تزال مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي تتطلب نهجاً شاملاً وجاداً يعالج جوانب مختلفة منها القانونية والدينية والثقافية بالإضافة إلى الجانب العلمي والفني كما رأينا آنفا عند طرح الأمثلة أعلاه حول جانب السلامة البيئية والأمان الاجتماعي والنظم الاقتصادية العالمية وما يترتب عليها من انعكاسات مباشرة وغير مباشرة تؤثر بشكل جذري علي مستويات رزق أفراد الشعوب وثقافتهم وعاداتهم التاريخية المحلية الأصيلة المحمية بقانون الدولة الذي ينظم ويراقب جميع أنواع النشاطات التجارية والصناعات الجديدة الناجمة عنها سواء كانت معروفة منذ القدم أم حديثة سرعان ماتنتشر بسرعة تفوق توقعات خبراء السوق المالية والعالميين المؤثرين الذين لهم دور فعال جداً فى تحديد اتجاه حركة أسعار الأسهم عالمياً وصناعة الاتجاهات الاستثماريه طويلة المدى قصيرة المدى وغير ثابتة بسبب تغييرات جيوسياسيه مفاجئه واحداث طارئه تحدث بين حين واخر بلا سابق انذار !!! لذلك يجب توخي الحذر واتخاذ كافة الاحتياطات الوقائية اللازمة لمنع وقوع مصائب كارثيه نتيجة لاستخدام الوسائل الخاطئة لهذا النوع الجديد من التطبيقات التكنولوجيه الحيويه المسؤوله مسئوليه فردانيه ومجمعيه وحتى وطنيه