- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
بالتأكمل نحو القرن الحادي والعشرين، يواجه قطاع التعليم العالي تحديًا غير مسبوق يتمثل في دمج التقنيات الرقمية. هذا التحول الرقمي ليس مجرد ضرورة لتلبية متطلبات الطلاب المعاصرين الذين نشأوا وسط عالم رقمي؛ بل هو أيضًا فرصة لاستكشاف طرق جديدة ومبتكرة لنشر المعرفة وتحسين جودة التعلم. يتضمن هذا المشهد المتطور مجموعة معقدة من الفرص والتحديات التي تشكل مستقبل الجامعات والمراكز البحثية حول العالم.
الفرص
تتيح لنا الوسائل الرقمية توفير تعليم أكثر شمولًا وتنوعًا. يمكن للمنصات الإلكترونية الوصول إلى جمهور واسع ومتعدد الثقافات، مما يساعد على سد الفجوة بين مناطق مختلفة حيث قد تكون البنية الأساسية الفيزيائية محدودة أو غائبة تمامًا. كما أنها توفر فرصاً للتفاعل عبر الحدود الجغرافية، وهو ما يسمح بالتعاون الدولي وبناء شبكات مجتمعية أكثر اتساعا وأعمق أثراً. علاوة على ذلك، فإن استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحويل عملية التعلم من خلال تقديم تقييم شخصي للمحتوى التعليمي بناءً على احتياجات كل طالب وقدراته الخاصة. أخيرا وليس آخرا، فتح عصر الذكاء الصناعي الباب أمام نماذج مبتكرة لوسيط التدريس مثل TUIO (مركز جامعة طوكيو للأبحاث) الذي يستخدم الروبوتات كمعلمين افتراضيين لإثراء تجربة الفصل الدراسي بتجارب حقيقية وجاذبية أكبر لدى الشباب خاصة منهم.
###التحديات
رغم هذه الاحتمالات الواعدة، تواجه المؤسسات الأكاديمية عدة عقبات رئيسية عند انتقالها لهذا النظام الجديد. أحد أهم هذه العقبات يكمن في الجانب الأمني والحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية للطلاب والمعلمين مع دخول كيانات رقمية مكشوفة. ثانيا، هناك حاجة ملحة لمراجعة السياسات والقوانين المنظمة لهذه المساحة الافتراضية والتي عادة مانحن نتحدث عنها كأسواق مرخصة بموجب قوانين دول بعيدة المدى وغير متجانسة على الاطلاق! بالإضافة لذلك يجب الأخذ بالحسبان القضايا المرتبطة بالتباينات الاجتماعية والاقتصادية بسبب عدم تكافؤ الوصول لأجهزة الكمبيوتر والإنترنت بشكل عام وهي قضية شائكة خاصة داخل المجتمعات الفقيرة والدول النامية. وفي النهاية، ينتج عن الاعتماد الكلي على الأنظمة الآلية فقدان التواصل الإنساني والذي يعد جوهر العملية تعليمية نفسها حيث يفقد الطالب اتصال مباشر بحاضره ويلتحف عمليا منه وفكر مستقلا وصوت ابداعي يعكس ذاته ويعبر عنه عبر وسائل أخرى غير تلك الحديثة الملزمة دائما بصمت مطبق الا نادرا !. لذا بات من الضرورات إعادة النظرفي دور البشر ضمن منظومة تقنية ولادورآلة كاملة بدون تدخل بشري مهما كان نوعه بسيط أم متميز . وهكذا نرى كيف تتشابك نقاط قوة وضعفهذا التحول الكبير لما سيصبح عليه المستقبل القريب للغاية !