- صاحب المنشور: مديحة بن زروال
ملخص النقاش:في ضوء التغيرات البيئية الحادة التي يشهدها العالم حاليًا، أصبح موضوع الأمان الغذائي العالمي تحت تهديد مستمر. يعاني نحو مليار شخص حول الكوكب بالفعل من سوء التغذية، وهو عدد متوقع الارتفاع بسبب تأثيرات تغير المناخ المتواصلة.
يشكل الطقس غير المنتظم والمتطرف - الذي يشتد حدته نتيجة لارتفاع درجات حرارة الأرض - تحدياً كبيراً لمزارعي المحاصيل الأساسية. فتزايد تواتر الجفاف والعواصف والحرائق يمكن أن يدمر الغلات الزراعية بكاملها ويقلل من الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستوى البحار يؤدي إلى تلوث المياه والتربة المالحة مما يجعل الأراضي أقل صلاحية للإنتاج الزراعي.
بالإضافة لذلك، تؤثر ظاهرة الاحتباس الحراري أيضاً على إنتاج الثروة الحيوانية. حيث يمكن للظروف الجوية القاسية أن تضر بالموارد الرعوية وتسبب نقصا في الأعلاف، وبالتالي ينخفض العرض من اللحوم ومنتجات الألبان. وهذه الأمور لها عواقب مباشرة على الأسعار العالمية لهذه المواد الغذائية وأمنها.
ولكن هناك جانب آخر مهم لهذا الموضوع يتعلق بالتوزيع الجغرافي للأمراض النباتية والحيوانية. فمع تسارع حركة الحياة البرية بحثاً عن بيئات أكثر برودة، فإننا نشهد انتشار العديد من الآفات والأوبئة عبر المناطق التقليدية للمحاصيل الرئيسية والدواب. وهذا النوع الجديد من المخاطر الصحية يسهم أيضاً بخوف كبير بشأن المستقبل الغذائي للعالم.
لمواجهة هذه التحديات الضخمة، يوجد حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عالمية شاملة لحماية البيئة وتنويع أنظمة الإمدادات الغذائية لدينا. هذا يعني تعزيز التربية المحلية للمزروعات والمأكولات البحرية مع التركيز على الاقتصادات الصغيرة والكبيرة المحلية أيضاً. كما أنه يستوجب استثمارات كبيرة في بحوث تكنولوجيات جديدة مثل زراعة الخلايا وإنشاء شبكات نقل وشحن مرنة وقادرة على التعامل مع الصدمات البيئية المحتملة.