- صاحب المنشور: نعيم بن إدريس
ملخص النقاش:
منذ فجر الحضارة الإسلامية، كان التعليم جزءًا لا يتجزأ من هويتهم وموروثهم الثقافي. وقد أكدت الشريعة الإسلامية على أهمية العلم والمعرفة منذ بداية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم". هذا التأكيد ليس مجرد نصيحة أو توصية بل هو أمر ملزم يؤكد مكانة المعرفة في عمق عقائد المسلمين وأخلاقياتهم. وبالتالي فإن دور الإسلام في دعم وتعزيز جهود جذب الأجيال الناشئة نحو التعلم وتنميتها معرفيًا له جذور تاريخية راسخة تمتد عبر العصور المختلفة.
في ظل المجتمع الحديث المتسارع ومتغير باستمرار، أصبح الالتزام الديني بالعلم أكثر حيوية من أي وقت مضى. فالبيئة التعليمية اليوم تتطور بمعدلات هائلة، ويتعين على الدول والمجتمعات المسلمة مواكبة تلك التطورات لضمان بقاء أفرادها متنافسين قادرين على فهم العالم المحيط بهم واستيعابه والتفاعل معه بشكل بناء وإيجابي. إن توفير تعليم عالي الجودة للمسلمين يعد الاستثمار الأكثر ربحا لهم وللوطن الذي ينتمون إليه مما يساهم بتعزيز الرقي الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي بالإضافة إلى نشر رسالة المحبة والسلم التي يحملها ديننا الحنيف حول العالم.
وقد كانت العديد من البلدان ذات الغالبية المسلمة رائدة بالفعل في مجال تقديم خدمات التعليم المجاني للجميع بغض النظر عن وضع الفرد الاقتصادي وذلك امتثالا لأوامر القرآن الكريم حيث يأمر بإعمار الأرض وعدم تركها خاوية كما وصفها سبحانه وتعالى فقال:"
وفي حين يركز بعض الأشخاص على الجانب العملي لمفهوم "الإسلام والتعليم"، إلا أنها قضية أعمق بكثير تتصل مباشرة بفهم الشخص لدوره الأساسي داخل مجتمعه وخارج حدود الدولة الوطنية الواحدة. فهو يعزز الشعور بالقيمة الذاتية ويحفز المرء للسعي المستمر للإنجاز الأكاديمي والعلمي نظرًا للتوقعات المرتبطة بهذه القدرات لدى المسلمين. فضلا عن ذلك، يساعد الدين نفسه المؤمنين باختيار مجالات دراسية محددة يمكن استخدامها فيما بعد لممارسة العمل الخيري والمساهمة العامة في حياة الاخرين مما يقربهم أكثر من قيم الرحمة والإيثار المغروسة في قلوب جميع الذين آمنوا برسالة سيد البشرityﷺ .
بالإضافة لذلك، تعد عملية تطوير المناهج الدراسية وفقا لتوجهات التربية الاسلامية ضرورية للحفاظ علي الهوية والقيم الأخلاقيه لشباب الامة