الإسلام والعلوم الحديثة: منظور توافقي

تُعد العلاقة بين الإسلام والعلوم الحديثة موضوعًا مثيرًا للجدل منذ قرون. يعتقد بعض الأفراد أن هناك تصادمًا حتميًا بين معتقداتهم الدينية وأحدث التطورات

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    تُعد العلاقة بين الإسلام والعلوم الحديثة موضوعًا مثيرًا للجدل منذ قرون. يعتقد بعض الأفراد أن هناك تصادمًا حتميًا بين معتقداتهم الدينية وأحدث التطورات العلمية، بينما يرى آخرون علاقة وثيقة ومتناغمة يمكنها تعزيز الفهم الروحي والإرشاد الأخلاقي للعلم. ومن الضروري فهم السياقات التاريخية والمعاصرة لهذه العلاقة لتحقيق رؤية أكثر شمولاً وتوافقاً.

في الماضي، كان المسلمون القدامى روادا رائعين في مجال البحث العلمي والتجريب. خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية، قدم علماء مثل ابن الهيثم وابن سينا إسهامات كبيرة في مجالات علم الفلك، الرياضيات، الطب والفلسفة الطبيعية. كما اهتمام هؤلاء الباحثين بالدراسات القرآنية والسنة النبوية جنبا إلى جنب مع استخدام المنطق التجريبي أثمرت نتائج مذهلة ومبتكرة آنذاك. على سبيل المثال؛ عمل "المناظر" الذي ألفه العالم العربي الكبير الدكتور أبو علي حسين بن حسن بن حيّان يعرف بابن الهيثم يعد ثورة ثورية في تاريخ الفيزياء والبصريات حيث حل محل نظرية بطليموس القديمة لنشر الضوء والتي كانت سائدة لمدة قرن تقريباً قبل ذلك الوقت.

وفي الوقت الحالي، تستمر العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة بتقديم مساهمات كبيرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لقطاع الابتكار العالمي عبر التعليم الجامعي والبحث الأكاديمي المحلي والعابرللحدود القطرية أيضًا مما يؤكد أهميتها الكبيرة ضمن المجتمع الدولي المعاصر خاصة بعد بلوغ عدد السكان المسلمين حول العالم مليار شخص بحسب البيانات الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة عام ٢٠٢٢ .إن وجود جسور التواصل الثقافي والحوار المفتوح بشأن المواقف المتنوعة تجاه تلك القضية الأساسية سوف يساهم بلا شك ببناء شبكة وطن عريض يتجاوز حدود الوطن الواحد ليساهم بشكل أكبر بإثراء حقبة المستقبل بعقول شابة متعلمة تمتلك القدرة اللازمة لإحداث تغيير إيجابي مستدام داخل مجتمعاتها الخاصة وخارج نطاق جغرافيا موقعها الجغرافي المقيد سابقًا بسبب عوامل عدة منها انتشار الفتاوى التي تحرم تعلم علوم الدنيا لصالح دراسة الدين فقط وهي فكرة خاطئة تماما إذ إن الرسالة جاءت لتكميل الحياة وليس إلغاؤها!

ويمكن تلخيص رؤيتنا الشمولانية لهذا الموضوع كالتالي : "الإسلام ليس عدوّا للمعرفة ولا يستهدف وضع قيود جائرة عليها بل يدفع باتجاه تطوير الذات وتحسين قدرات الانسان ليصبح قادراً على خلق عالم أفضل ينعم فيه البشر جميعًا براحة وطمأنينة ملء القلب والأرض". وبذلك فإن غاية التعايش الإنساني تتألق بألوان زاهية حينما تسكن روح المؤمن روح المغامرة المعرفية فقد قال عز وجل مخاطبا رسوله الكريم المصطفى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم "اقرأ باسم ربك الذي خلق *خلق الإنسان من علق" [سورة العلق - الآيات الأولى].


هيام المنور

8 Blog indlæg

Kommentarer