• صاحب المنشور: أمين بن محمد
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم طفرة هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة. لم تعد هذه التكنولوجيا مقتصرة على نطاق ضيق داخل المؤسسات الأكاديمية أو الشركات الكبرى؛ فها هو يتغلغل تدريجياً إلى مختلف جوانب حياتنا اليومية والأعمال التجارية. هذا الانتشار الواسع قد يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وطرق استخدامه الفعالة. سنناقش هنا تحديات ومزايا انفصال تقنيات الذكاء الاصطناعي عن نطاقاتها التقليدية وكيف يمكن لهذه التحولات أن تؤثر على اقتصاديات المستقبل وعمل البشر.

التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي: إعادة تعريف سوق العمل

أصبح واضحًا بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قادرة على تحسين كفاءة العمليات وتحقيق نتائج أفضل بكثير مما يستطيع القيام به الإنسان في بعض المجالات مثل معالجة البيانات الضخمة والاستجابة الآلية للمهام الروتينية. لكن هل يعني ذلك نهاية فرص العمل للأفراد؟ بينما تخلق بعض الوظائف الجديدة نتيجةً لانتشار الذكاء الاصطناعي، إلا أنها غالبًا ما تتطلب مهارات جديدة غير موجودة لدى معظم القوى العاملة الحالية. هناك حاجة ماسة الآن لتحديث التعليم والتدريب المهني ليناسب متطلبات العصر الرقمي الجديد الذي تقوده تقنيات ذكية آلية.

يجب النظر أيضاً إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على هيكل الأجر الحالي. إن الاستخدام المكثف لأدوات الذكاء الاصطناعي المدربة جيداً قادرٌ على توليد مدخلاته الخاصة بناءً على بيانات تاريخية دقيقة للغاية، وبالتالي خلق تنافس شديد بين الموارد البشرية والمقدرة الآلية لتحقيق نفس مستوى الإنتاج وجودته. وهذا قد يؤدي إلى تراجع أجور موظفين يقومون بأعمال مشابهة لما تقوم به الروبوتات والخوارزميات المعززة بالتعلم الآلي والعميق وغيرها من تقنيات عميقة أخرى حاليًا.

الأخلاق والقوانين اللازمة لمنظومة الذكاء الاصطناعي المُوَسَّعة

مع توسُّع نطاق تطبيق البرمجيات التي تعمل بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي خارج حدود شركتها المصمِّم لها الأصلية - حيث كانت تلك البرامج تُستخدم داخليا فقط سابقًا دون أي اتصال مباشر بالمواطنين العاديين – فقد أصبح من الضروري وضع قوانين وأطر تنظيمية تحكم عملها لحماية مصالحهم وأمنهم الشخصي بالإضافة للحفاظ على الخصوصية والحريات الأساسية الأخرى. مثال ذلك مجالات الطب والصحة العامة وكذلك الخدمات الحكومية المختلفة والتي ستكون عرضة للتطور المفاجئ لاستخداماتها عقب الاعتماد الجزئي حتى الكامل عليها خلال العقود المقبلة بإذن الله تعالى.

إن توضيح المسؤولية القانونية أثناء حدوث خطأ ناشئ عن قرار اتخذه نظام ذكي ذاتيًا أمر حيوي ويحتاج لمزيد من البحث والدراسة قبل الوصول لنقطة عدم رجوع نحو الخلف فيما يتعلق باستقلاليته وقراراته المنفصلة تمام الانفصال عن مشغليه الأصليين الذين صنعوه أصلاً! إذ كيف يمكن تحديد مدى توافق إجراءات النظام المكت