- صاحب المنشور: أنس المنور
ملخص النقاش:تعدُّ الحُروف العربية واحدةً من أجمل لغات الكُتابة شكلاً ورسمًا. وعلى الرغم من بساطة رسمها مقارنة بأشكال أخرى كالكوفي والرقاع وغيرهما إلا أنها تحتوي أيضًا على تفاصيل دقيقة تزيد جمالياتها وتفردها. ومن بين هذه التفاصيل الصغيرة لكن ذات الأثر الكبير نجد "الهوامش"، وهي جزء مهم وشائع الاستخدام خاصة في الفن الإسلامي والخطوط القديمة.
تعريف الهوامش
في أساساتها, يمكن اعتبار الهامش (أو الزخرفة الخارجية) أي شكل أو زينة توضع حول حواف الأحرف لتزيينها وإضفاء طابع خاص عليها. ولكن عند حديثنا عن خطوط عربية تقليدية قد يكون أكثر دقة تعريف هامش بأنه تلك العناصر التصميمية التي تحيط بالحرف الخارجي وتضيف إليه عناصر جمالية معبرة عنها اسم الشكل نفسه مثل الدوائر والأشرطة المستديرة والمضلعات وما شابه ذلك مما يجعل كل حرف فريد ومتناسق ضمن جملة مكتوبة كاملة.
ظهر هذا النوع من التزيينات منذ القدم حيث استخدم الفنانون المسلمين الابتكارات الجغرافية الهندسية والحسابية لصياغة أشكال فريدة ومتميزة للهوامش مستلهمة منها لوحات هندسية رائعة ملأت المساحات الفارغة داخل الأعمال الفنية الإسلامية كالفسيفساء والسجاد والزجاج الملون وغيرها الكثير حتى وصل الأمر إلى وصلها بالأعمال الكتابية نفسها.
أهمية الهوامش في الخط العربي
لم تكن الهوامش مجرد إضافة تجميلية للخطوط العربية فقط؛ بل كان لها وظائف عملية وفنية مختلفة:
- الحماية:
إحدى أهم أدوار الهوامش هي حفظ سلامة الوثيقة المكتوبة ضد أي تعرض خارجي محتمل للتلف أو الكسر أثناء تعامل المستخدمين اليوميين بها سواء كانت مراسلة شخصية أو وثيقة قانونية رسمية. - التنويع والتعبير:
أعطى استخدام أشكال متغيرة للهوامش المرونة اللازمة لعرض مجموعة متنوعة من المواقف والعواطف بطريقة غير مباشرة عبر اختيار نوع تصميم محدد يعبر عن الحالة النفسية للشخص الذي يقوم بإعداد الرسالة مثلا فكان هناك تصاميم هادئة لحالات الاعتماد الرسمي بينما جاءت الأخرى جريئة لمنشورات الاحتفالات الدينية مثلاً. - الانصهار الجمالي:
يتميز الخط العربي القديم بقدرته الفريدة على تحقيق توازن ديناميكي بين مساحة الصفحة البيضاء وبين معلومات المحتوى المعبر عنه بالكتابات. هنا تلعب الهوامش دوراً اساسياً في خلق اتزان بصري للمحتوى المنقول وذلك بربط بين مختلف اجزاؤها المتفرقه وحفظ تماسكيتهم جميعاً تحت مظلة مشتركة تتمثل باتصالها بعضها البعض بواسطة هذة العمليات التعريقيه
أنماط وقوالب مشهورة
يتباين مظهر وأنواع الهوامش حسب الفترة التاريخية ومدارس الفن المختلفة والتي تتضمن أشهر الأمثلة التالية:
- النظام الطائفي (Thuluth):
اشتهرت أعمال مدرسة بغداد بهذا النظام لما تتمتع به من رقي وأناقة مميزة تميزتها بان تكون الأكثر انتشارًا واستخداما على مر الزمن فهو القالب المثالي لأغراض الرسم والكتابة العامة نظرا لكثرة وجود فراغات فارغه قابلة للتوظيف بغية زيادة حجم العمل الإبداعي للديكورات المصاحبة له. - نموذج المغول:
يتصف نسق غلاف المغول بتداخلاته المضاعفة والدائرية بشكل أكبر بالمقارنة بنمط الثلث السابق ذِكرُه وهو بذلك يشبه حدوثة بعد دخوله مرحلة مزيد تطوير وتحسين لاحقا ليصل صورته النهائية النهائية الحاليّة حينئذٍ . - روميان/Naskh :
يعد نمط الرومان واسمه الاخر الناش عبارة عن شكل قياسي موحد يستعمل بكثره ويستخدم كتراكيب رئيسيه للنصوص الرئيسيه ،حيث يحاول المحافظ دائما علی اصول البساطه وعدم تجاوز الحد الادنى مما جعل