الإسلام والتعليم العلمي: التكامل والتوازن

خلال قرون عديدة شهدت المجتمعات الإسلامية نهضة علمية بارزة حيث كان العلماء المسلمون رائدين في مختلف مجالات المعرفة. هذا الرابط الوثيق بين التعليم بالمع

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    خلال قرون عديدة شهدت المجتمعات الإسلامية نهضة علمية بارزة حيث كان العلماء المسلمون رائدين في مختلف مجالات المعرفة. هذا الرابط الوثيق بين التعليم بالمعنى الواسع وبين الدين الإسلامي أمر مستمر ومستدام حتى اليوم. يمكن النظر إلى هذه العلاقة كتكامل بين الفضائل الروحية والفكرانية التي يعززها كل منهما الآخر.

في القرآن الكريم والسنة الشريفة، تشدد على أهمية التعلم والمعرفة بصورة عامة. يُذكر الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه علم آدم الأسماء كلها (القرآن الكريم، الأعراف: 172). كما حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشدة على طلب العلم قائلا "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه أبو داود). لذلك فإن أساس الثقافة الإسلامية التقليدية يضع دراسة العلوم وتطوير المهارات ضمن نطاق الواجبات الدينية.

التعليم الديني والأكاديمي

يشمل التعليم الديني تعاليم الإيمان الشرعية والتي تتضمن فهم العقائد والمبادئ الأخلاقية وفهم أداء الطاعات مثل الصلاة والصيام والحج وغيرها. ولكن بالإضافة لهذا الجانب، يتناول نظام التربية التقليدي أيضا مجموعة واسعة من المواضيع الأكاديمية بما يشمل الرياضيات والعلم الطبيعي والفلك والطب والكيمياء وعلم الفلك والجغرافيا واللغة اللاتينية وغيرها الكثير مما أصبح فيما بعد حجر الزاوية لنهضة أوروبا خلال عصر النهضة الأوروبية.

كان للمدارس التقليدية دوراً محورياً في القرنين الثامن والخامس عشر الميلاديين عندما كانت تقدم دروسا في مواضيع مختلفة مع وجود تركيز قوي على الدراسات العربية والإسلامية لكن أيضًا تضمنت قائمة كبيرة من المواد العلمية والأدبية الأخرى وهذا قد سهّل نقل تراث الحضارة الكلاسيكية القديمة إلى العالم الإسلامي ومن ثم للعالم الغربي بعد ذلك بفترة طويلة نسبيا.

احترام الحقائق العلمية:

من الجدير بالملاحظة التأكيد الكبير الذي وضعه العديد من المفسرين المسلمين القدماء حول الاستماع للنبي وهو يستشهد بتجارب حسية مباشرة للبرهان على حججه بل وقد أكدت بعض روايات الحديث النبوي أنه قال إذا أخبركم أهل الكتاب بَيِّنَةٌ فَاعْتَبِرُوهَا (حديث ضعيف) وفي حين لم يتم تأكيد صحة هذا الحديث إلا أنها توضح مدى قبول الأفكار المقترحة بناءاً علي التجارب العملية إن صححت ووافقتها الأدلة الأخرى ومازال لدى علماء ديننا الحاليين نفس الرؤية بشأن دور التجريب والاستقصاء الذاتي كمصدر للأفكار الجديدة.

إنهاء

وفي النهاية فإن علاقة الاسلام بالعلم تعتبر متينة ومتكاملة فالهدف الأساسي منها هو تحقيق رسالة ساميه بأن تكون للإنسانية فرصة لبناء حياة أفضل وفق رؤية شاملة تغطي جميع جوانب الحياة بإرشادات ربانية واضحة وصحيحة تتماشي تمامًا مع تقدم البشر وإنجازاتهم المختلفة ليظل الإنسان مطمئن القلوب راضي النفس سالم البال معتمدًا دائمًا وعلى طول الخط على هداية ربه وخالق الإنس والجن جل جلاله وكبرياء عظمته عز وجل طوبى لمن أحسن اختياره وطيب مشورته واغتنم فرصته واتبع طريق هدى ورعاية مولانا الرحمن الرحيم جل شأنه وعظيم قدره .


التادلي بن ساسي

7 בלוג פוסטים

הערות