- صاحب المنشور: عبدو العامري
ملخص النقاش:
تُعدّ موازنة استخدام التكنولوجيا مع الأساليب التعليمية التقليدية أحد أهم المواضيع الحيوية التي تشغل بال مجتمع التعليم العالمي اليوم. ففي زمن العولمة الرقمية، تفرض التكنولوجيا نفسها كعنصر لا يمكن تجاهله في العملية التعليمة؛ حيث توفر تقنيات مثل الحوسبة السحابية وأجهزة الأندرويد والألعاب الافتراضية طرقًا جديدة ومبتكرة لنقل المعرفة وتفاعلها وتخصيصها حسب احتياجات الطلاب الفرديين. ومع ذلك، فإن الاعتماد الكامل على هذه الأدوات قد يؤدي إلى فقدان جوهر التعليم الأصيل الذي يرتبط بالأفعال الإنسانية والتواصل وجهًا لوجه.
تشمل مزايا دمج التكنولوجيا في النظام التعليمي زيادة فرص الوصول إلى المعلومات وزيادة مستوى مشاركة الطلاب وتحسين قدرتهم على حل المشكلات وتعزيز مهارات العمل الجماعي لديهم. كما تسمح تكنولوجيات الاتصال الحديثة بإجراء دورات تعليمية افتراضية عبر الإنترنت، مما يتيح الفرصة للمعلمين الأفراد للتدريس خارج حدود المساحة المكانية والديموغرافية الخاصة بمدارسهم الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم أدوات البرمجة والموارد المتاحة مجانا عبر شبكة الانترنت للطلبة فرصة فريدة لتطوير مهارات حياتية قيمة ستساعدهم طوال مسيرهم الأكاديمية والمهنية المستقبيلة.
لكن هناك جانب آخر لهذه القضية وهو ضرورة الحفاظ على الأساليب التعليمية التقليدية والتي تمثل جزءا أساسيا من جذورنا الثقافية والحسية والحسية. فالقدرة البشرية على الاستماع والتحدث والاستجابة مباشرة هي عناصر حاسمة لبناء علاقات شخصية متينة داخل البيئة الدراسية وبين أعضاء الفريق الواحد ضمنها كذلك. ويبدو واضحاً أيضا أنه وعلى الرغم من القدر الهائل الذي تقدمه لنا وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب وغيرهما إلا أنها غالبا ماتوفر معلومات سطحيه ومتسرعه ولا تساعد حقا بناء الفكر المدروس والنقدي لدى طلابنا الأعزاء . لذلك ، فإن هدف تحقيق توازن مناسب بين الاثنين يعد أمراً مفروضاً بشدة حالياً وفي المستقبل أيضاً لحفظ حقوق جميع الاطراف المعنية بهذا الشأن سواء كانوا معلمون ام طلبة ام اولياء امور لهم مصالح مرتبطة بهذه العملية الضخمة والمعقدة نسبياً ذات الاثر الكبير والمستدام بكل تأكيد إن شاء الله تعالى وعونه جل وعلا .