- صاحب المنشور: إحسان البكاي
ملخص النقاش:
شهد العالم تحولات جذرية خلال العقود القليلة الماضية بسبب تطور تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات. هذه التحولات أثرت بشدة على مختلف جوانب الحياة اليومية، ومن ضمنها القطاع التعليمي. إن تأثير التقنيات الرقمية على النظام التعليمي التقليدي يثير جدلاً مستمراً حول مدى فائدتها وأثرها المحتمل على الجوانب الأساسية للتعليم مثل الشكل والمحتوى والتقييم. وفيما يلي نظرة عامة شاملة لتأثيرات التكنولوجيا المتقدمة على التعليم التقليدي:
تغيير شكل العملية التعلمية:
تمثل وسائل التواصل الافتراضية وغيرها من أدوات الإنترنت ثورة حقيقية في طريقة توصيل المعرفة واستيعابها. فالمدارس عبر الإنترنت والحرم الجامعي الإلكتروني قد سهلا الوصول إلى المواد الأكاديمية لعدد أكبر من الطلاب الذين كانوا سابقاً غير قادرين أو محدودين بتكلفة وموقع المؤسسات التعليمية تقليديا. كما أنه يسمح باستمرار عملية التدريس خارج نطاق ساعات الدوام الرسمية مما يتيح مرونة أكثر لكل من المدرسين والمتعلمين. بالإضافة لذلك فإن العديد من المنصات التعليمية توفر فرصًا للتفاعل الاجتماعي بين الأفراد المهتمين بنفس الموضوع حتى وإن كانوا جغرافيا بعيدين.
تطوير محتوى دروس جديدة:
تتيح التقنيات الحديثة للمعلم تصميم مواد تعليمية مبتكرة وفريدة خاصة به باستخدام برمجيات متاحة وبأسعار معقولة. ويمكن أيضًا استخدام البيانات الضخمة لتحليل المعلومات المستخلصة وتحويلها لأداة مساعدة لفهم أفضل للسلوك الفردي للمتعلمين وهو أمر غالباً ما يتم تجاهله داخل بيئات الدراسة الحالية. وعلى نحو مشابه تستطيع التجارب الواقع الافتراضي والعروض ثلاثي الأبعاد تقديم تجارب حسية غامرة تزيد من فهم المحاور النظرية الصعبة وتضع الأشياء البعيدة مكان قريب أمام عينيك مباشرة!
تحديث إجراءات الاختبار والتقييم:
لقد كانت هناك ضجة واسعة بشأن "التدريس الشخصي" الذي يعد أحد أهم عناصر التأثير الناجم عن الذكاء الاصطناعي والروبوتات -حيث يمكن لهذه الآلات الآن تشخيص مستوى مهارة كل طالب بناءً على بيانات استجاباته لوحداته المختلفة ثم تعديل خطته الخاصة وفقا لهذا التشخيص بطريقة مستمرة ومتجددة بما يناسب احتياجات ذلك الطالب تحديداً تلك الخدمة التي تعتبر حاليًا مجرد حلم للأغلبية الكبيرة تبشر بأن تكون واقع الجميع عاجلا أو آجلا. بالإضافة إلي ذلك فإن اختبارات الكمبيوتر على الانترنيت عززت أيضا امكانيه سرعه الوصول الي نتائج الامتحانات وضمان اعلى درجات العداله وعدم وجود مجال للغش بل وتمكين القدرة علي إعادة اجراءاتها عدة مرات قبل الاعتماد عليها رسمياً .
وإن كان هذا الأمر يعكس بعض مزايا عصر جديد للتربية والتعليم إلا إنه أيضاً يساهم بإحداث تغييرات جوهرية بحسب البعض فقد يفوت روفئ طرائق تدريس كلاسيكية ذات تاثير كبير عندما تتم الاستعانة بالأجهزة اللوحية ولوحات العرض المختلفة والتي ربما تؤذي بصريات المستخدم إن لم تتبع اُصول السلامة اللازمة وكذلك يشوب ادراك الكثير منها مشاكل متعلقة بحرمان بعض شرائح المجتمع خاصة ذوي الاحتياجات الخاصه منهم من حضور الفعاليات البرمجيه لمن يفتقرون لإمكانيتها ماديا وقد يصعب كذلك مراقبة انتظامهم للدراسه فتؤدى وظائفهم لاحقا باقل كفاءه مقارنه بأقرانهم ممن لديهم وصول مباشر لهاتف محمول مثلا وبذلك تصبح المسائلة الأخلاقيه حول تكافوء الفرصه قضية مطروحة بقوة وطابع ملحاح حول قدرتهاعلي مواجهة اختلالات طبقية قائمة بالفعل منذ وقت سابق بكثير لكن يبقى هنا دور اساسي لبناء مجتمع يستثمر اهتماماته بالمعارف والمعلومات نحو ازدهاره وتعايشه سويا تحت سقف واحد بدون تميز ولا تفريق وذلك انطلاقا بمبادىء اجتماعية مبنية فوق قاعدة تضمن لحقوق الجميع الحصول المجاني علي فرصه تعلم كريمه بغض النظرعن جنسهم وانتماءاتهم الثقافية والأسرية المختلفه تماما وهكذا سوف نسدد جميعا رسالة الحفاظ علي ثقافة عالمنا الغنية بكل ألوان البشر وانماط حياتهم المتنوعة لنخط طريق اكثر رحمه واتزان بعدالة للجميع ولعل هامش آخر مهم يكمن فيما