مرض الزهري هو حالة معدية خطيرة تنتقل عبر الاتصال الجنسي غير الآمن. يعود تاريخ هذا المرض إلى أكثر من خمس قرون مضت, وقد اكتسب اسمه الحالي من الطبيب الفرنسي الاجتماعي فرانسوا دي لافيكتور في القرن السابع عشر والذي كان أول من وصف هذه الحالة بدقة.

يتسبب مرض الزهري بالجراثيم Spirochete Treponema pallidum التي يمكن انتقالها خلال العلاقات الجنسية الفموية، الشرجية أو المهبلية. تبدو المرحلة الأولى غالبًا بدون أعراض واضحة ولكن قد تشمل طفح جلدي صغير وسهل النزيف حول منطقة العجان والحوض. بعد فترة حضانة تتراوح بين ١٠ أيام حتى ثلاثة أشهر، يبدأ ظهور الأعراض الأكثر تحديداً للمرض والتي تتضمن تقرحات مؤلمة في الفم أو القضيب لدى الرجال وفي المناطق الرطبة مثل المهبل عند النساء.

في حال لم يتم التعامل معه بشكل صحيح ومبكّر، قد يدخل الزهري مرحلة ثانوية تتميز بطفح جلدي متكرر واحمرار وتورم الغدد الليمفاوية. إذا ترك بلا علاج لفترة طويلة نسبياً -عادة ما تكون سنة أو اثنين- فقد يحدث مرحلة ثالثية مصحوبة بأعراض كالتهاب الدماغ أو القلب والعظام والمفاصل وأحيانًا مشاكل عصبية حادة تؤثر على الوظائف الحركية والفكرية للإنسان.

مع ذلك، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب، خصوصاً بالأدوية المضادة للحيوانات المنقولة جنسيا، يمكن أن يحول دون تفاقم الأمور ويمنع انتشار العدوى. بالإضافة لذلك، يلعب التعليم الصحي دور مهم جدًا في الوقاية منه عبر تعزيز ممارسات جنسية آمنة واستخدام الواقي الذكري أثناء النشاط الجنسي.

يجب التنبيه هنا بأن أي شكل من أشكال إساءة استخدام المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع تعتبر خاطئة وعديمة المسؤولية. لذلك ينصح دائمًا بمراجعة الأطباء المحترفين للحصول على المشورة الطبية الخاصة بكافة القضايا الصحية الشخصية.