- صاحب المنشور: المكي بن عبد الله
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع التكنولوجي، أصبح الذكاء الاصطناعي قوة محركة رئيسية. تبرز الثورة الرقمية فرصًا هائلة عبر مختلف القطاعات - من الطب إلى المالية، ومن التعليم إلى الأمن القومي. ولكن هذا الإنجاز العلمي يطرح أيضًا مجموعة معقدة ومتنوعة من التحديات الأخلاقية التي تتطلب منا البحث مليًا عنها وتقييمها بعناية. إن القدرة على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تشكل خطراً مزدوجاً؛ فهي توفر حلولاً فعالة ومبتكرة بينما قد تهدد أيضاً حقوق الإنسان والقيم الأساسية للمجتمع إذا لم يتم التعامل معها بشكل مسؤول.
تشمل بعض أهم هذه التحديات المعضلات التالية:
1- التحيز والتمييز: يمكن أن يتعلم الذكاء الاصطناعي المعايير الاجتماعية الموجودة والتي غالبًا ما تكون متحيزة بطبيعتها ضد فئات سكانية معينة بناءً على العرق أو الجنس أو الدين وغير ذلك. وهذا يؤدي إلى قرارات ذات شوائب أخلاقية داخل الأنظمة المستندة إليه مثل خوارزميات التوظيف والمراقبة الحكومية مما يعزز عدم المساواة ويؤثر سلبياً على حياة البشر.
2- الخصوصية والأمان: مع جمع البيانات الضخمة واستخدام تقنيات التعلم الآلي، فإن مسألة حماية خصوصية الأفراد وأمن بياناتهم تصبح قضية ملحة حيث يستغل المجرمين الإلكترونيين نقاط ضعف هذه التقنية لصالحهم. يجب وضع لوائح وقوانين صارمة لحفظ المعلومات الشخصية وعدم انتهاك حرمتها.
3- الغياب الكامل للإبداع والتعبير الإنساني الأصيل: رغم قدرة روبوتات الدردشة الحديثة كـ فنار مثلاً على المحاكاة الفائقة للأسلوب البشري إلا أنها تبقى مجرد أدوات وليس لها مشاعر ولا حرية فعل مستقلة تماماً كما لدى البشر وبالتالي فقدان الجانب الروحي والإنساني الحقيقي.
4- المسؤولية القانونية: عندما ترتكب أخطاء مميتة بواسطة آلات مدعومة بتقنية الذكاء الصناعي كالصواريخ التلقائية التسديد مثالاً، فمن يحاسب؟ هل النظام المصمم أم الشركة المُنتجة ام المستخدم ام الحكومة المنفذة له؟ تحتاج المجتمع الدولي لتحديد تعريفات واضحة حول ماهيتها لمنع أي ارتباكات مستقبلية محتملة.
5- التأثير الاقتصادي الكبير: يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة في سوق العمل عبر العالم نتيجة طرده لأعداد غير قليلة من العمال بسبب تحويل وظائفهم لإجراءاتها الذاتية. وهذه الظاهرة تتسبب بمشاكل اجتماعية واقتصادية واجتماعية عميقة تحتاج للدعم والحلول المناسبة .
إن مواجهة تحديات كهذه ليست سهلة لكنها ضرورية للتأكيد بأن تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين تُستخدم بنفع وخير قاطعين عوض نشر الخوف والفوضى وسط مجتمعنا العالمي المتعدد الثقافات والمعتنقات المختلفة للعقائد والدين والجنسية والمذهب...الخ. ولذلك فالاستدامة الأخلاقية والاستمرارية البيئية هما المفتاح لتحقيق توازن مُرضٍ بين جميع مصالح وكافة الدول بلا استثناء أثناء رحلتنا نحو حضارتنا المستقبلية المبنيّة أساساً فوق دعائم العلم الحديث وما صاحبها من تقدم ثوري واسع الانتشار حاليا وتزايده مطّلع سنوات قادمة مباشرة بأذن الله تعالى الذي سيجعل خيرها يظهر جليا لكل مبتغيه الخير والصلاح مهما بلغ حجمه وانتشر مدى تأثيره وفي كل مكان وزمان بإذنه سبحانه وتعالى إنه سميع مجيب الدعوات.