• صاحب المنشور: زكرياء المزابي
  
  ملخص النقاش:
  

  يمثل تعليم المرأة شريان حياة للتطوير المجتمعي والاقتصادي في العالم العربي. فهو ليس مجرد حق أساسي للإنسان بل يعد ضرورة ملحة لتحقيق رؤية مجتمع متقدم ومتنوع، حيث تتمتع جميع أفراده بمستويات عالية من التعليم والمعرفة بغض النظر عن جنسهم أو خلفيتهم الاجتماعية. وعلى الرغم من التقدم المحرز مؤخراً في مجال تعليم الفتيات والشابات العربيات، إلا أن هناك تحديات كبيرة لا تزال تقف حائلا أمام تحقيق المساواة الحقيقية في فرص الحصول على التعليم العالي.

العقبات الرئيسية لتعليم المرأة العربية

1. التقاليد الثقافية: تعد بعض المفاهيم التقليدية أحد أكبر المعوقات أمام تقدم المرأة العربية في مجال التعليم. ففي العديد من المجتمعات العربية، يُعتبر دور المرأة الأساسي هو رعاية المنزل والأطفال، وهذا قد يؤدي إلى تقييد مشاركتها الأكاديمية. كما أنه حتى وإن كانت لديها الرغبة والدافع للتعلم، فإن الضغط والثقل المتوقع منها كمربية وأم قد يمنعها من اللحاق بركب زملائها الذكور الذين يتم تشجيعهم أكثر عادة على مواصلة الدراسة.

1. التعليم ذو النوعين المنفصلين: تعتمد بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة نظاماً تعليمياً يقسم الطلاب حسب الجنس منذ بداية مرحلة التعليم الابتدائي وحتى الثانوي، مما يعني عدم وجود فرصة للاختلاط بين الشباب والشابات خلال سنوات دراستهن الأولى. رغم نوايا هذا النظام الأصيلة لحماية الشابات وتعزيز التركيز الأكاديمي، إلّا إنه يمكن أيضًا أن يساهم في خلق شعور بعدم الراحة لدى البعض ويؤثر سلبًا على المهارات الاجتماعية والتواصل بين الجنسين، الأمر الذي سيكون مهم للغاية عند دخول سوق العمل لاحقًا.

1. الحصول على المعلومات والموارد: بالإضافة إلى ذلك، تواجه الكثير من النساء القرويات والعاملات محدودية الوصول لمراكز التعلم الحديثة بسبب البنية التحتية غير الكافية والنقص الحاد في المدارس المتخصصة التي توفر الخدمات المناسبة مثل التدريب العملي وتكنولوجيا الاتصال وغيرها. وفي الوقت نفسه، يعاني عدد كبير من النساء أيضا من مشاكل مرتبطة باللغة الأم والتي تجعل الموضوعات العلمية صعبة الفهم بالنسبة لهن مقارنة بنظرائهن الناطقين بالإنجليزية مثلاً. وقد أثبتت الدراسات بأن اللغات الأخرى لها تأثير كبيرعلى فهم واستيعاب المواد الأكاديمية الصعبة كالرياضيات والعلوم الطبيعية.

1. التمييز الوظيفي: أخيرا وليس آخرا؛ يتعرض كثير ممن يحصلون شهادات عليا ويتخرجون حديثا لنوع آخر من التحيزات وهي تلك المرتبطة بحالة الزواج والإنجاب والإرث وما يصاحب هذه الأمور من قضايا اجتماعية وثقافية معينة تؤثر بشكل مباشر على مستقبل انشغال المرأة بإدارتها المنزل وحياتها الشخصية مما يدفعها لتبني خيارات مهنية أقل طموحاً. وبسبب كل ما سبق، فان تمكين المرأة عربياً عبر تعليمها وتعزيز مكانتها كمساوية كامله داخل منظومة القوى العاملة مازال يتطلب جهود مضاعفة واتخاذ إجراءات جريئة ومباشرة لصياغة السياسات العامة الداعمة لهذا الغرض. إن ضمان الحقوق والحريات الأساسية لكل فرد عربي سيضمن نهضة شاملة قائمة على أساس العدالة والعدل.