- صاحب المنشور: رزان بن يعيش
ملخص النقاش:في عالم يشهد تزايدًا مستمرًا في الحراك العالمي والتمازج الثقافي، يبرز موضوع التوازن بين الوحدة الوطنية وتنوع الثقافات المحلية كأحد أهم القضايا المعاصرة التي تواجه مجتمعاتنا. يتطلب هذا التحقيق العميق فهمًا متعمقًا للتحديات والأدوار المتفاعلة للوطنية والتعددية الثقافية ضمن الحدود السياسية للمملكة العربية السعودية.
تعتبر المملكة العربية السعودية دولة تتمتع بتاريخ طويل وموروث ثقافي غني للغاية. فقد استطاعت عبر تاريخها الطويل الحفاظ على هويّتها وثقافتها الإسلامية الأصلية مع تقدير واحترام التراث والثقافة الشعبية المحلية لكل منطقة داخل حدودها الجغرافية الواسعة. وفي الوقت الحالي، تجد البلاد نفسها وسط حركة نحو العالمية حيث تعطي الأولوية لتنمية الاقتصاد وتعزيز السياحة وتحسين جودة الحياة لجميع مواطنيها. وإن كان من الطبيعي أن تؤثر هذه المحاولات الجديرة بالإشادة على المجتمع السعودي البالغ تعدديته ومتسامحه بطبيعته إلا انه يلزم توخي الحرص الدائم حتى لاتفقد الهوية الأساسية للشعب ولثوابت عقيدة الإسلام وأخلاقياته الراسخة منذ قرون مضت والتي تعتبر مصدر إلهام وفخر لنا جميعاً كمجتمع واحد يدين بالولاء لهذا الوطن العزيز.
الوحدة وتغيرات القرن الـ21
يشكل عصر المعلومات الذي نعيش فيه اليوم تحديًا كبيرًا لهذه المواجهة الرقيقة بين الولاء الوطني والاحتفاظ بجذورنا الفريدة وقيمنا الأصيلة. فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المختلفة أصبح الوصول إلى مختلف التجارب والعادات أمر سهلاً جدًا - مما يؤدي غالبًا إلى اندماج الثقافات وزوال بعض سماتها الخاصة بسبب هذا الانفتاح غير المسبوق سابقًا والذي يمكن وصفه بأنه ظاهرة عالمية تشمل كل الدول بغض النظرعن موقعها الجغرافي أو خلفيات سكانها الاجتماعية والدينية وغيرها الكثير من المقومات المشتركة بين الأمم والشعوب حول العالم.
التنوع الثقافي وأثره على الوطنية
إن الاحتفال بتنوع الأنماط المعيشية والألوان التعبدية والعادات المنزلية داخل نطاق بلدنا الكبير يعد علامة صحية لمستقبل مبهر مليء بالتفاؤل والإيجابية تجاه مجتمع نابض بالحياة متنوع بأشكاله العديدة ومتمسك بقيمه ومبادئه الروحية النبيلة ذات المرجعية القرآن الكريم والسنة المطهرة المبنية عليها شريعة الاسلام الخالدة المنشودة للأمم كافة بلا استثناء!
وفي ظل حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه– على تحقيق تقدم عام وشامل وشامل لكل جوانب حياة المواطنين فإن سياساته الحكيمة تسعى دائماً لإرساء دعائم مجتمع واقعي يحترم حقوق الإنسان ويضمن لهم عيش كريم يسوده الأمن والاستقرار وبالتالي يصل بنا ذلك لحالة من الاستقرار الداخلي اللازمة لبناء اقتصاد قوي يفيد الجميع ويتيح فرص عمل مهيئة للإنسان كي يعبر بمستقبله لما هو أفضل للحاضر والمستقبل سوياً.
ومن المهم أيضًا التأكيد هنا بأن اختلاف الآراء والمعتقدات حول شكل الدولة المثالية قد ينبع أحيانًا من عدم معرفة كاملة بالممارسات العلمانية الحديثة وما تحمله تلك المصطلحات المستوردة حديثاً معناها تفصيليا فضلا أنها تغاير تماما مدلولات مفرداتها عند العرب قبل وبعد ظهور الدعوة الاسلامية الغراء التي جاء بها