- صاحب المنشور: غانم بن زيدان
ملخص النقاش:
في ظل التحديات البيئية العالمية الراهنة، يبرز توسيع نطاق اعتمادنا على مصادر الطاقة المتجددة كحل استراتيجي ضروري لمواجهة تغير المناخ وتلاشي الوقود الأحفوري. هذا التحول الجذري نحو الاستدامة يتطلب دراسة متعمقة لأثرهما المزدوج - الاقتصادي والبيئي - بهدف تقييم مدى فعاليتها وفائدتها.
التأثيرات الاقتصادية: إنشاء فرص العمل وخلق نمو اقتصادي مستدام
تتيح تكنولوجيا الطاقة المتجددة فرصًا جديدة وإنشاء وظائف عديدة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. تشمل الوظائف المباشرة تلك المتعلقة بتطوير وصيانة مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بينما تعتبر الصناعات الداعمة مثل تصنيع الألواح الكهروضوئية ومعدات توليد الطاقة بالرياح أمثلة واضحة للوظائف الغير مباشرة المرتبطة بهذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يعمل ازدياد الطلب المحلي والعالمي على تطوير هذه التقنيات أيضًا على تعزيز القيمة السوقية لهذه الشركات والمؤسسات المعنية بإنتاجها واستخدامها.
وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة البناء الأولية للمشاريع المتجددة مقارنة مع مصانع الفحم والحرارية الأخرى إلا أنها توفر فوائد طويلة المدى تتعلق بانخفاض أسعار التشغيل والصيانة المستقبلية مما يؤهلها لتحقيق عوائد مجدية ماليا بالنسبة للاستثمارات المبكرة بها.
الآثار البيئية وإمكاناتها في تحسين نوعية الحياة
تشكل تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سبب رئيسيًا لانتشار ظاهرة الاحترار العالمي بسرعة أكبر حيث تلعب مصادر الطاقة التقليدية دوراً هاماً فيه بسبب احتراق الوقود الأحفوري الذي ينتج عنه كميات كبيرة منها. ومن خلال الاعتماد بشكل أكبر على خيارات الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الهواء والتي لا تقوم باطلاق نفس مستوى الانبعاث الضار أثناء انتاج الكهرباء فإننا نقوم بخفض الحاجة لاستعمال موارد طبيعية محدودة مثل النفط والمعادن الثقيلة التي تعد مؤشرات خطورة بيئوية طويلة المدى. وبالتالي يتم تحقيق هدفين أساسيين وهما تخفيف العبء عن كاهل الصادرات الطبيعية للدولة وكذلك حماية النظام الإيكولوجي المحلي للحفاظ عليه لصالح الاجيال التالية.”