تأثير التصحر على الأمن الغذائي العالمي

مع تزايد تحديات التغير المناخي وحالات الجفاف المتكررة، يتفاقم خطر التصحر الذي يهدد الأراضي الزراعية ويؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي العالمي. يتمثل

  • صاحب المنشور: مسعود البوخاري

    ملخص النقاش:
    مع تزايد تحديات التغير المناخي وحالات الجفاف المتكررة، يتفاقم خطر التصحر الذي يهدد الأراضي الزراعية ويؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي العالمي. يتمثل التصحر في تحول المناطق القاحلة أو شبه القاحلة إلى صحاري بسبب عوامل طبيعية وممارسات بشرية غير مستدامة مثل الإفراط في الرعي، وإزالة الغابات، والإنتاج الزراعي المكثّف. يؤدي هذا التحول الصحراوي إلى فقدان التربة الخصبة وتدمير البيئة الطبيعية، مما يعيق بإنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية ويجبر ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه الأرض لكسب عيشهم على الهجرة والضياع الاقتصادي.

في السنوات الأخيرة، شهدت العديد من البلدان ذات الثروة الزراعية الكبيرة، مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والصين والمكسيك وآسيا الوسطى، زيادة ملحوظة في معدلات التصحر. تشمل تأثيرات ذلك انخفاض إنتاجية المحاصيل بنسبة تتراوح بين 10٪ إلى 30% حسب المنطقة، بالإضافة إلى التأثير السلبي على جودة المياه واستقرارها؛ حيث تؤدي حركات الرياح الناجمة عن زحف الكثبان الرملية إلى تغطيتها بطبقات من الرمال والأتربة، مما يسد قنوات مياه الشرب والبحيرات الصغيرة التي كانت مصدرًا رئيسيًا للمياه للأغراض المنزلية والاستخدام الحيواني والنباتي.

ويزداد الوضع سوءاً عندما نتذكر أنه رغم أهمية المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان المتضررين، إلا أنها لن تعالج جذور المشكلة باستمرار حركة الصحراء نحو الداخل وبالتالي استمرار تهديد مواردنا الغذائية. لذلك يقترح الخبراء ضرورة اتباع نهج متكامل لمواجهة التصحر وجائحة الفقر المدقع المرتبط بها، ولعل أحد الحلول الأكثر فعالية هو الاستثمار المستدام في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الدعم لأصحاب العقارات الصغار لتحسين طرق زراعتهم والتوسع التدريجي باعتماد تقنيات جديدة للحماية والحصاد المائي تهدف لاستعادة توازن النظام البيئي وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد كمبدأ سيادي وركيزة مهمة لحفظ السلام الدولي أيضا.

وفي ضوء رؤية مفادها بأن ازدهار الشعوب مرتبط بصحتها وثرائها بالأرض، فإن مكافحة التصحر يجب أن تكون ضمن قائمة الأولويات العالمية القصوى لجميع الدول مهما اختلفت مصالحها السياسية والعلاقة الدولية بينها - فالبقاء الإنساني فوق كل اعتبار.


الحاج بن جلون

7 Blog posting

Komentar