الأطفال يتعلمون أنماط معينة في بيوتهم:
-اذا عوقب على تعبيره عن مشاعره(الغضب،الحزن،الخوف)
عيب لا تخاف، أنت رجال
وش يبكيك/وش ناقصك علمني: بنبرة حادة ونمن عليه ما نقدمه له!
سيتعلّم أن يخفي مشاعره، ويكبر ويصبح هذا هو النمط السائد لشخصيته فتؤكل حقوقه،ويظلم في عمله وهو ساكت ومبتسم!
واذا شعر الطفل أنه"زائد"على أسرته،فهو مثلاً الابن الخامس بين ثمانية أو هي البنت الثانية بين عشرة أفراد، هناك علامات كثيرة يلتقطها الانسان في طفولته ويفهم منها أن وجوده عبء على هذه الأسرة،كأن يسمع مثلاً:
-يا كثر طلباتك!
سيكبر وبداخله هذا الشعور العميق بأنه عبء ووجوده غير مرحب به
هذي هي بذور شجرة #الاكتئاب التي نمت بداخلك منذ كنت طفلاً يافعاً هشاً
لم يسألك أحد: كيف حالك اليوم،وكيف هو مزاجك .. لا أحد يهتم بماذا تشعر، وكيف تفكر!
جل اهتمامهم هو ماذا أكلت،وماذا ستلبسين عند خوالك!
تكبر البنت،ولديها حلم وردي بفارس على حصان أبيض يحقق لها رغباتها المدفونة!
تظن أن العريس المنتظر هو مارد مصباح علاء الدين الذي سيخرج لها من الفانوس ويأخذها بالأحضان:
-شبيك لبيك !
تنتظر الكثير منهن أن يشعر بها فتاها دون أن تنطق، دون أن تطلب! عليه أن يفهم بماذا تشعر،ويحقق لها طلباتها قبل أن تسألها اياه
فيكون من الطبيعي أن تحبط،وتتألم بهكذا توقعات عالية
سمعت من بعض المراجعات:
تزوجت مبكراً (بعمر ١٨) ووحده تزوجت بعمر ١٥ فقط لكي أهرب من جحيم بيتنا!
ما أصعب أن يكون الزواج هروب من حالٍ بائس ، وما أقسى أن يكون البقاء مع الزوج سببه أن البنت لم يعد مرحباً بها في بيتها، فتكون كما يقول الشاعر:
كالمستجير من الرمضاء بالنار