تعد عملية استئصال اللوزتين، والتي تُعرف أيضًا باسم "اللوزيتيكتومي"، إجراء طبي شائع يتم فيه إزالة الأنسجة الليمفاوية الموجودة داخل الفم والمعروفة باللوزتين. هذه العقد اللمفية تلعب دورًا مهمًا في الدفاع المناعي للجسم حيث تعمل كخط دفاع أول ضد البكتيريا والأجسام الغريبة التي يمكن أن تدخل الجسم عبر الجهاز التنفسي والمعدي. رغم فوائدها الصحية العديدة، قد تتطلب بعض الحالات الطبية استئصال اللوزتين لأسباب عديدة سنناقشها لاحقًا.
عادةً ما تتم العمليات الجراحية لاستئصال اللوزتين تحت تخدير عام لتقليل الألم أثناء العملية وتسهيل التجربة للمريض. بعد التخدير، يقوم الطبيب بإزالة النسيج الزائد للوزتين باستخدام تقنيات مختلفة مثل الاستئصال الكهربائي أو الليزر. مدة العملية عادة ما تكون بين نصف ساعة وساعة واحدة وقد يختلف ذلك بناءً على حالة كل مريض.
أحد أهم الأسباب التي تدفع إلى القيام بهذا الإجراء هي تكرار التهاب اللوزتين بشكل متكرر وغير قابل للعلاج بالمضادات الحيوية التقليدية. إذا كان الطفل يعاني من أكثر من سبعة حالات التهاب حاد في العام الواحد، أو خمسة حالات في السنة لمدة سنتين متتاليتين، أو ثلاثة حالات في نفس الفترة ثلاث سنوات متواصلة، فقد يحتاج الأمر لإستئصال اللوزتين. بالإضافة لذلك، يمكن أيضا النظر في هذا الخيار في حال وجود مشاكل تنفسية بسبب تضخم اللوزتين أو انسداد مجرى الهواء خلال الليل مما يؤدي إلى انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم لدى الأطفال والكبار.
بعد العملية، هناك العديد من الآثار الجانبية الشائعة والتي تشمل الصداع وآلام الرقبة والحلق. كما أنه ليس غير معتاد الشعور بصعوبة ابتلاع الطعام والشراب لبعض الوقت عقب الجراحة مباشرة. ومع ذلك، فإن معظم هذه الأعراض تزول خلال أيام قليلة بدون حاجة للأدوية الخاصة. ولكن يُشدّد دائمًا على ضرورة المتابعة الدقيقة مع الطبيب المعالج خاصة بالنسبة للحالات الحرجة لمنع المضاعفات المحتملة.
في النهاية، تعتبر عمليات استئصال اللوزتين خياراً طبياً فعّالا لحالات محددة، لكن القرار بشأنها يجب دائماً أن يأتي بعد المشورة الطبية المهنية الشاملة والنظر بعناية لكل الخيارات الأخرى المتاحة.