الإسلام والتعليم العلمي: التكامل أم الصدام؟

إسلامًا يتسم بالتسامح والتّعايش مع العلوم والمعارف الأخرى، فقد كان دعاة هذا الدين يعلمون أبناءهم علوم الكون والفلك والأدوية والحساب وغيرها. ففي عهد ال

  • صاحب المنشور: الطيب التونسي

    ملخص النقاش:
    إسلامًا يتسم بالتسامح والتّعايش مع العلوم والمعارف الأخرى، فقد كان دعاة هذا الدين يعلمون أبناءهم علوم الكون والفلك والأدوية والحساب وغيرها. ففي عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان، الذي حكم بين عامي 705م -715م، أمر ببناء بيت الحكمة الذي جمع فيه تراث الفلسفة اليونانية والعربية والإغريقية القديمة، مما أدى إلى نهضة علمية كبيرة شهدتها الدولة الإسلامية آنذاك. لكن رغم ذلك، هل يمكن اعتبار الإسلام دينًا يحض على التعلم والبحث العلمي ام أنه يدفع بعيدا عنه؟؟ وما هو دور التعليم الجامعي اليوم فيما يخص توظيف المعرفة الشرعية والعلمية التطبيقية لتحقيق النهضة الشاملة للأمة الإسلامية؟!

تبرز أهمية طرح هذا الموضوع كوننا نعيش عصرًا يتميز بتطور هائل ومتواصل للمعرفة العلمية الحديثة والتي تقدّم حلولا لمشاكل الحياة المختلفة كالصحة والتكنولوجيا والنقل والمجالات الاقتصادية والزراعية وعصرنة المجتمع وتطويره بشكل شامل وفوري في جميع جوانب حياته العملية والشخصية أيضا. ولكن بالمقابل نرى غياب تام للمواطن المسلم المتعلم حديثا ذو الثقافة الدينية الواسعة مما يؤدي بفرد أمتنا للإبتعاد تدريجا عن قيمه ومبادئه وثوابته بسبب عدم قدرتهم على فهم طبيعتها والتمسك بها واتخاذ قراراته الحياتيه بناء عليها سواء كانت تلك القرارات شخصية أو جماعية سياسية واجتماعية .... إلخ . لذلك فإن الدعوة لضرورة اندماج المناهج الدراسية للعلوم الطبيعية والبحتة مع العلوم الإنسانية والثقافية للدين الإسلامي لكي نساهم سويا بإخراج جيل جديد قادرعلى احداث نقلة نوعية نحو مجتمع متجدد ومنفتح للعالم الخارجي ولكنه محافظ ايضا علي هويته الاسلامية الأصيلة التي تميزه كمكون أساس لتاريخ البشرية ووجودها منذ القدم حتى يومنا الراهن مستعرضاً انجازاتها عبر التاريخ والذي يعد مصدر عز وفخر لنا ولجميع ابنائها حيث ان مساهمتها أثرت الشعوب الاخرى تأثيراً عميقاً ترك بصمة واضحه لديهم مازالت قائمة الى الآن وأصبحت جزء اساسي ضمن موروث ثقافتهم وهويتها الوطنية الخاصة بهم أيضاً.. وبذلك تكون قد حققت هدفها المنشود وهي إعادة بناء شخصيتنا مجدداً وفق رؤية اسلامية شامله تحقق اهداف الرسالة الربانية الغرّاء بمفهومها العام "لتدعيم اركان هذه الامة وتعزيز وحدتها وصلابتها امام تحديات العصر الحديث". وهذا يحدث عندما يعمل المؤسسون التربويون الجدد الذين هم الانصار لهذا المشروع الكبير وهم طلاب وطالبات جامعات المسلمين حول العالم رجال العقيدة والدين والحنكة السياسة ممن تعلموا وانخرطوا بأعمال البحث الأكاديمي بكل أنواع فروعه واستخدام الأساليب الحديثة لإنجازه ليظهروا بذلك قوة تأثير التعليم الجامعي حين يقوم دوره الحيادي بين مختلف الآراء المطروحة خلال رحلته العلمية المستمرة التي لاتتنكر لأصولنا القيمة بل تعمل بفاعلية للتأكيدعليها وتحسين ادائها بمايكملونه منها وينقصونه عنها حسب حاجة زمننا الحالي ومتطلباته الملحة لحاضر ومستقبل افضل باذن الله


Kommentarer