- صاحب المنشور: حسان العروي
ملخص النقاش:
### دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعليم والتعلم
أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) يشكل تحوّلاً جوهريًا في قطاع التعليم حول العالم. إن تطبيقات AI المتنوعة مثل الروبوتات التعليمية والبرامج التفاعلية وأدوات التصحيح الآلي والمراقبة الذاتية للطلبة، توفر بيئة تعليم أكثر كفاءة وتخصيصاً. هذه التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم دعم مستمر ومخصص لكل طالب بناءً على احتياجاته الفردية وقدراته الخاصة.
تتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي الرقمية من تحديد نقاط الضعف لدى الطلاب وتزويدهم بالموارد المناسبة لسد تلك الثغرات. على سبيل المثال، يمكن لحلول التعلم الآلي ذاتية التشغيل تصنيف مستوى مهارات القراءة أو الرياضيات للمتعلمين ومن ثم اقتراح دروس أو أنشطة متزايدة الصعوبة لتلبية حاجتهم الخاصة. كما تعمل تقنية STEM التعليمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي على تمكين المعلمين من تتبع تقدم كل فرد ضمن صفهم دراسياً.
كما يساهم الذكاء الاصطناعي مساهمة كبيرة في تطوير الاختبارات التقييمية. حيث تقوم خوارزميات التعلم العميق بتحليل بيانات الامتحانات بشكل شمولي مما يمكِّنها من تحديد الأنماط والتوقعات الدقيقة للأداء الأكاديمي المستقبلي للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام نماذج لغوية مدربة بواسطة ذكاء اصطناعي قادرٌ على معالجة كم هائل من البيانات بطريقة تحليلية دقيقة لفهم مطالب المجالات المختلفة ومتطلباتها المعرفية الأساسية. وهذا يسمح باستهداف تدخلات تعليمية فعالة مصممة خصيصًا ليناسب الاحتياجات المتغيرة لكل منها.
لكن الاستخدام المسئول للذكاء الاصطناعي أمر ضروري أيضا للحفاظ على سلامة العملية التعليمية وضمان احترام خصوصيتها وعدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية. لذلك يتعين علينا التأكد من وجود نظم رقابة ورقابة فعلية ضد أي محاولات محتملة لاستغلال المعلومات الشخصية للطلاب لأغراض تجارية غير مشروعة وغير أخلاقية.
وفي النهاية، يعد عصر تطور البرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي فرصة مثالية لإعادة تعريف مفهوم "التعلم مدى الحياة". فهو يساعد الأفراد وتمكنهم من تولى مسؤولية تعلمهم الشخصي والاستمرار فيه عبر جميع مراحل حياتهم بغض النظر عن عمرهم الحالي. وبذلك يتم تحقيق هدف شامل وهو تأمين مستقبل أفضل لجميع أفراد المجتمع يستند لقيم العدالة الاجتماعية والعادلة والمعرفة والثقافة العامة.