مقالي الاخير قبل النشر اتمني يعجبكم
واحد قهوة وشيشه
ما اجمل المشى فى شوارع القاهرة وخصوصا أذا مررت بمقهى ينبعث منه رائحة المعسل المختلط بصوت الكركرة وصوت الاغانى التراثية للست أم كلثوم الذى يتداخل مع صوت عامل المقهى ، الذى أحيانا يكون مزعج يكرر طلب الزبون
وقد تجذبك هذه الصورة الكاملة للدخول واخذ قعده فى مكان مميز وتستمتع برائحة البن الممزج برائحة الشيشه فيأتيك هذا الشخص ذو الصوت المزعج ( الباشا يطلب أيه ) فترد واحدة قهوة سادة وشيشة فتجد نفسك تعيش داخل كتاب كبير فية قصص وحكايات ومشاكل وطرائف يتخللها صوت طرقعه الطاولة
وصوت القهوجى واتنين يتشاجروا من الفائز فى الطاولة . أنه عالم رائع ممزج بكل الشخصيات والاطياف والحكايات فيها الجميل الذى تجد نفسك تنجذب لسماعها وصوت أغنية جميلة تغريك وصوت الطاولة أو الدومينو الذى يزعجك فى الوضع الطبيعى ولكنه يطربك ،
مزيج غريب ولكنه جميل وفى الركن البعيد تجد هذا الرجل ذو الشعر الغير متسق والنظارة ولا يشرب الشيشه ولكن يشرب سيجارته بينهم وهو فى قمة التركيز وامامه كم من الورق والاقلام وبالبحث تعرف أنه أحد الكتاب او المثقفين. ولو أنك جديد على هذا المجتع سوف ينتابك شعور الاستغراب كيف لهذا التركيز
داخل هذه البالونه المزعجه ولكن أن كنت من أهل هذا المجتمع سوف لا ينتابك أى شعور بالاستغراب حيث أن هذا طبيعى جدا لكثير منهم
فلقد تجاوزت المقاهي الشعبية في مصر دورها كمجرد تجمعات لقضاء أوقات الفراغ وتناول المشروبات، لتختص بنشاط سياسي وثقافي موازٍ لدورها الأساسي، وشعلة حراك ثقافى