• صاحب المنشور: رباب الجوهري
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد اعتمادنا على الإنترنت وعوالمها المترابطة، ظهرت حاجة ملحة لإعادة النظر في العلاقة بين الخصوصية والأمن السيبراني. هذا التحالف المعقد يقف عند مفترق طرق حاسم حيث تتصادم حقوق الأفراد ومصالح المجتمع ككل. يشكل التهديد المستمر للمخاطر الإلكترونية والتكنولوجيا الاستشراقية التي تعتمد عليها الحكومات والشركات الكبرى مصدر قلق متنامٍ لأصحاب الحقوق والنشطاء المدنيين حول العالم.

في زمن يعج بمواقع التواصل الاجتماعي الضخمة وأنظمة جمع البيانات الشاملة والمراقبة الجماعية المكثفة، بات بوسع الجميع مراقبة وتسجيل كل تحرك يقوم به الفرد تقريباً. لكن رغم ذلك، فإن ضمان سلامة تلك المعلومات وتحقيق توازن مناسب هو أمر بالغ الأهمية لدعم حرية الشعوب وإدامة ديمقراطيتها. عندما تتم معالجة بيانات الأشخاص واستخدامها بحرية شديدة وبأهداف غير واضحة أو سرية تماماً، فقد يؤدي الأمر إلى انتهاك خطير لحُرمتهم الشخصية وقد يُفضي حتى للاستبداد الجديد؛ وهو حالة تستغل فيها الأدوات التقنية لتقييد الحرية العامة وحجبها تحت غطاء القانون والقانون نفسه! لذا يتطلب تحقيق هذه الوئام المُفترض جهودا جبارة متعددة الجوانب تشمل تطوير قوانين أكثر صرامة لتنظيم سلوك شركات التكنولوجيا وطرق عملها بالإضافة لاتخاذ إجراءات وقائية أقوى للحفاظ على خصوصيتكم عبر الشبكة العنكبوتيه العالمية Wide Web والحماية ضد هجماتها وهجماتها المضادة المقنعة أيضاً!!

ومن الواضح أنه بدون تطبيق نظام فعال وقوي لمراقبة استخدام بيانات المستخدم ومنع الوصول إليها إلا بحصول اتفاق واضح وصريح معه، فسوف يستمر حلم "العالم المفتوح" الذي بشر به رواد الانترنت منذ نشوئه بانكساره أمام طغيان السلطوية الحديثة المبنية أساسًا علي تجمع ثروات هائلة ومعلومات حساسة متعلقة بشؤون المواطنين الخاصة!!!! إن الخطوة الأولى نحو حلول مستقبل أفضل هي الاعتراف بأن مشكلة الخصوصيه مقابل الأمن ليست مجرد نقاش فكري نظري بل إنها قضية حيويّة لها تأثير مباشر علي قدرتنا كمجتمع مدني عالمي واحد علي المحافظة علي استقلاليته السياسية والثقافيه والفكرية....