- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعد الموجة المتزايدة من استخدام التقنية في مجال التعليم إحدى أهم التحولات التي تشهدها الأنظمة التعليمية الحديثة. لكن هذا الانتقال ليس بلا عوائق؛ فهناك مجموعة من التحديات التي تواجه تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) في البيئة الأكاديمية والتي تحتاج إلى اهتمام وتوجيه خاص لتجاوزها وتحقيق الاستفادة القصوى منها. يأتي هنا دورنا كباحثين ومطورين للتأكد من أن هذه الثورة الرقمية تخدم هدف تحسين جودة العملية التعليمية وليس مجرد إضافة طبقات جديدة عليها قد تكون غير فعالة أو مضرة.
أولاً وقبل كل شيء، العائق الأول الذي يواجه العديد من المؤسسات هو القدرة المالية اللازمة للاستثمار الكبير في البنية الأساسية والتدريب للمعلمين والموظفين والإداريين الآخرين. فالتحول نحو التعلم الإلكتروني يتطلب شراء المعدات البرمجيات الحاسوبية وأجهزة الشبكات والأجهزة الأخرى مثل اللوحات الذكية وغيرها الكثير. بالإضافة لذلك، هناك تكلفة التدريب المستمر للمستخدمين لهذه الأدوات الجديدة لضمان فهم واستخدام فعال لها. وقد يشكل ذلك عبءًا ماليًا كبيرًا خاصة بالنسبة للمنظمات ذات الموارد المحدودة.
بالإضافة لما سبق، فإن الوصول الواسع النطاق للألياف الضوئية وإمكانية الإنترنت عالية السرعة أمر حيوي لدعم بيئات التعلم عبر الانترنت بشكل فعال. وفي بعض المناطق النائية أو المناطق الفقيرة، يمكن أن يكون الحصول على اتصالات إنترنت موثوق بها مشكلة كبيرة مما يؤدي بحصر الفوائد المحتملة للتكنولوجيا داخل نطاق ضيق للغاية مقارنة بتلك الأماكن ذات الإتصالات الجيدة. وبالتالي، تعد قضية العدالة الاجتماعية ضمن قطاع التعليم أحد أهم المخاطر المرتبطة باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة.
ومن الجانب التربوي أيضًا، يعد تدريب المعلمين والمعلمات حول كيفية دمج هذه الوسائل التكنولوجية بطريقة مبتكرة ومتفاعلة يعزّز العمليات التعليمية وينمي مهارات الطلاب ويضمن مشاركتهم الفاعلّة أكثر من مجرد استعراض أدوات رقمية مختلفة بدون غرض واضح. حيث يصعب غالبًا إدراج طرق تدريس جديدة تستند على التكنولوجيا بشكل كامل دون وجود خطط متكاملة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة جوانب التطبيق الحالي والنواحي الأخلاقية والقانونية المناسبة. كما ينبغي النظر كذلك فيما إذا كان هنالك حاجة لمزيدٍ من البحث العلمي الدقيق حول مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وما شابهها عند اقتراح حلول تعتمد اعتمادًا رئيسيًا عليها لتحسين سير أغراض عملية التعليم المختلفة سواء كانت تتعلق بالمحتويات أو أساليب توصيل المعلومة نفسها أو حتى قياس نتائج تلك التجارب .
وفي نهاية المطاف ، رغم الصعوبات الظاهرة إلا إنها ليست مطلق ولا حتمية ثبوت كونها عوائق دائمة أمام تحقيق حلم مجتمع معرفي قائم أساسه الرئيسي علي توظيف طاقة تكنولوجيا المعلومات والمواصلات لصالح تقدم المنشآت التعليمية المحلية والعالمية وتعزيز القدرات والكفاءة المعرفية لدى أفراد المجتمع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي بشرط توفر رغبة صادقة ورؤية واضحة لحلول عملية قابله التنفيذ والتطبيق العملي المبني علي دراسة واقعية واحتياجات الواقع وظروفه الخاصة بكل دولة وحددتها النظر إليها بعين الراصد الموضوعي المجرد ممن يخوله علم واسع وفهم عميق لأبعاد المشكلة شاملاً جميع وجهاته المختلفه . وهنا يتضح بأن اختيار أفضل نهج مناسب لكل مؤسسة تعليمية يرجع بالنظر الي قرار ذكي مبني علـى منهجيــة علمــيـــــــــــة مدروســــة جيدا تراعي مصالح الجميع قبل البدائ بهذه الخطوة الكبيرة .