- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
التطور الهائل الذي حققه مجال الذكاء الاصطناعي (AI) خلال العقود الأخيرة قد ترك بصمة عميقة على العديد من جوانب الحياة المعاصرة. واحد من أهم الآثار التي واجهت العالم اليوم هو تأثيرها المحتمل والمباشر على مستقبل سوق العمل العالمي. هذا التأثير ليس مجرد موضوع نقاش نظرى ولكنه واقع حال معقد يتطلب التحلي بالواقعية والتفكير العميق حول كيفية التعامل معه.
من منظور تاريخي, كانت هناك تحولات كبيرة في طبيعة الأعمال والأعمال اليدوية بسبب التكنولوجيا المتقدّمة عبر التاريخ مثل الثورة الصناعية الأولى والثانية والثالثة والتي أدخلت الآلات واستبدال العمالة البشرية بها تدريجيا. يبدو الآن وكأننا نشهد بداية لحقبة رابعة - 'الثورة الرابعة' حسب وصف كلينتون كلينتون واينبيرغ – حيث يتم توظيف الذكاء الاصطناعي وأتمتة المناصب الوظيفية. هذه العملية ليست جديدة تماما ولكن تسارعها الحالي يجعلها أكثر وضوحا وبروزا مقارنة بالأجيال السابقة.
تشير الدراسات إلى احتمالات فقدان حوالي 85 مليون وظيفة عالمية بحلول عام 2025 نتيجة للتوسع الواسع للذكاء الاصطناعي وأدوات الأتمتة الأخرى. لكن هذه الزيادة الكبيرة للأجهزة القادرة على القيام بمهام بشرية تعني أيضا أنه يمكن خلق فرص عمل جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك. فالمشهد الاقتصادي الجديد سيحتاج إلى مهارات مختلفة ومتنوعة تتوافق مع احتياجات القطاعات الناشئة المرتبطة بتلك التكنولوجيات الحديثة.
على سبيل المثال، وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة McKinsey Global Institute فإن حوالي 375 مليون شخص سوف يقومون بأدوارهم باستخدام المهارات الرقمية والمعرفة المتعلقة بالتكنولوجيا بحلول العام الجاري ٢٠٢٥ بينما ستظهر أيضًا حاجة ملحة لاحتياجات نوع أخرى من المواهب ذات طابع بشري يصعب استبداله بنظام روبوت أو آلة وهو ما يعرف بالمواجهة الإنسانية للمشكلة Human-Centered Problem Solving والذي يشمل القدرة على الحكم والإبتكار والتواصل الفعال وغيرها الكثير مما لا تتوفر فيه البدائل الإلكترونية الحالية تلك النوعية من القدرات البدنيه والفكرية والعاطفيه الخاصة بالإنسان منذ القدم ولن تختفي ابدا مهما تطورت وسائل التقنية . بالإضافة لذلك فان بعض المجالات كالطب والفن تحتاج الى لمس مباشر ومشاركة عاطفية بين الطبيب والمريض وبين الفنان وزواره وهذا لن يستطيع الاسلوب الرقمي تحقيق نجاح حقيقي بهذه المستويات بل بالعكس سيدعم اكثر قدرتهم وقيمة وجودتهم عند الجمع بينهما سوياً .
هذا يعني أن تحديث نظام التعليم لتلبية متطلبات الاحتياجات الجديدة أمر ضروري للغاية؛ فعلى الحكومات والشركات الاستثمار بكثافة أكبر فى مجالات البحث العلمي والتطوير التدريب الوظيفي وإنشاء مراكز خاصة بذلك الغرض بهدف مساعدة الأفراد الذين يفقدون أعمالهم بسبب تقدم تقنية الذكاء الاصطناعى والاستعداد لتحقيق أفضل مخرجات ممكنة لإعادة تأهيلهم وتحويلهم نحو مجالات وظيفيه مناسبة لأمكانات وقدرات جديده لديهم ولم يكن بإمكانهم الوصول اليها بدون تواجد عامل التشغيل الذاتي الحديث ضمن بيئت اعمالهم . كما ينبغي تشجيع المزيد من المشروعه الريادية الصغيرة التى تعتمد اعتماد أساسي علي استخدام المنطق البرمجي والحاسبات المركزيه فهي قادره علي تقديم حلول مبتكرة غير مكلفه نسبياً مقارنتا بباقي الحلوله الكبيره وتعطي فرصه افضل للحفاظ علي الأمن الاجتماعى والاقتصادى لكل المجتمعات الراغبيه بخلق ثروه معرفيه مختلفه وجديده مواكبه للعصر الحديث ومساعده اصحاب الفكر الإبتكاري المختلفعلي جعل رؤاهم واقعا قائماً وليس مجرد تصور نتحسر بعد حين بأنه كان بامكاننا فعل شيء أفضل لو كنا اخذناه بعين الاعتبار مبكراً جداُ!