• صاحب المنشور: صابرين الكيلاني
  
  ملخص النقاش:
  في عصر يتزايد فيه الاعتماد على التقنية الرقمية بشكل يومي، أصبح الذكاء الاصطناعي موضوعًا محوريًا للنقاش العام. سواء كان ذلك فيما يخص فرص العمل الجديدة، أو المخاوف بشأن الخسائر الوظيفية، أو التأثيرات الأخلاقية والاجتماعية المحتملة؛ فإن هذا الموضوع يدور حول مجموعة متشابكة ومثيرة للاهتمام من الحقائق والأخطار المتخيلة.

الحقيقة الأولى: الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة "مُستبد" للمرتبات البشرية

غالباً ما تُثار مخاوف كبيرة حول فقدان الوظائف بسبب تطور الذكاء الاصطناعي. بينما هو حقيقي أنه قد يؤثر بطريقة أو بأخرى على بعض أنواع الأعمال التي يمكن أتمتتها، إلا أنه أيضا يُنشئ وظائف جديدة تتطلب مهارات مختلفة تماماً. وفقاً لدراسة أجرتها شركة Pew Research Center، يشعر أكثر من نصف المهنيين الذين شملهم الاستطلاع بأن روبوتات الذكاء الاصطناعي ستوفر فرصة أكبر لإنشاء وظائف جديدة بدلاً من أخذها منها خلال العشر سنوات القادمة.

إحدى هذه المجالات هي تطوير البرمجيات نفسها. مع زيادة تعقيد نماذج وفئات الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة مستمرة لمبرمجين متخصصين لحساب وتحديث وتحسين هذه الأنظمة.

الأسطورة الثانية: جميع الأدوار لن تختفي أمام الروبوتات

يمكن تقسيم أدوار العمل إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على مدى تأثير الذكاء الاصطناعي عليها: تلك التي ستعتمد اعتماداً كبيراً عليه، والتي سيؤدي فيها الذكاء الاصطناعي الكثير من العمليات، مثل عمليات التصنيع الآلي أو خدمات الدعم الأولي; تلك التي سيكون لها شراكات وثيقة معه، حيث يعمل الإنسان جنبًا إلى جنب مع النظام ذو القدرات الفائقة في حل المشكلات المعقدة ومتابعة القرارات الحاسمة; وأخيراً، تلك التي سنحتفظ بها لأنفسنا، وهي الأدوار التي تعتمد بدرجة عالية على العواطف والحكم والقيم الإنسانية الخاصة - الفن والإبداع والمعرفة العميقة بالأعمال اليدوية وغيرها الكثير.

الحقائق القانونية والأخلاقية

الذكاء الاصطناعي يجلب تحديات قانونية وأخلاقية تحتاج أيضًا إلى النظر فيها بعناية. أحد الأمثلة الرئيسية لهذا هو المسؤولية عن الأفعال المرتبطة بالنظم ذاتية الحكم كأنظمة السيارات المستقلة مثلا. حالياً يتم البحث والتجادل بشدة بين الباحثين والمحاميين حول كيفية رسم الخطوط الحمراء للأمان والمساءلة عند تصميم وصيانة واستخدام مثل هذه الأنظمة.

بالإضافة لذلك، يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات أخلاقية حول الخصوصية والعلاقات الشخصية وحقوق الملكية وما إذا كانت الطرق المستخدمة للتدريب والاستعلام عن البيانات خاصة وآمنة. وهذا ينطبق خاصة عندما ننظر في الكم الهائل من المعلومات المرئية والصوتية والبصرية الموجودة عبر الإنترنت ومصادر أخرى محتملة للاستفادة منها في تدريب النماذج اللغوية الحديثة.

هل نحن جاهزون؟

التقييم الشامل لكافة جوانب الذك