الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر: دروس مستفادة وتأثيرها الدائم على عالم اليوم

تُشكّل ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر لعام ٢٠٠١ حدثًا مؤثرًا ومفصلًا رئيسيًا في التاريخ الحديث. فقد غيّرت هذه الأحداث الكارثية مسار العالم وأعادت تشك

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    تُشكّل ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر لعام ٢٠٠١ حدثًا مؤثرًا ومفصلًا رئيسيًا في التاريخ الحديث. فقد غيّرت هذه الأحداث الكارثية مسار العالم وأعادت تشكيل سياساته واستراتيجياته الأمنية بطرق عميقة وطويلة المدى حتى يومنا هذا. وفي الذكرى العشرين لهذه الحوادث الفظيعة، يستحق النظر بتمعنٍ فيما تم تعلمه وما زالت تُذكِّر به من عبر قيمة.

في صباح ذلك اليوم المشؤوم قبل عقدين مضوا تقريبًا، هاجم انتحاريون متطرفون برعاية تنظيم القاعدة المنشآت الأمريكية الرئيسية باستخدام طائرات مدنية مُسرقة. حيث اصطدم الهدف الأول ببرجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك بينما استهدفت الطائرة الثالثة وزارة الدفاع الأمريكية المعروفة باسم "البنتاغون" بالقرب من واشنطن العاصمة. وعلى الرغم من فشل العملية ضد البيت الأبيض نتيجة مقاومة ركاب الرحلة 93 الذين كان من المحتمل توجيههم نحو الهدف الرابع المتوقع، إلا أنها أدت إلى سقوط الآلاف الضحايا إضافة لأضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية الاقتصادية كدليل واضح على مدى خطورة تلك الهجمات الإرهابية التي غيرت وجه السياسة الدولية للأبد.

لقد تركت آثار ونتائج هجوم ١١سبتمبر تداعيات كبيرة حول العالم ولم تعد محصورة داخل حدود الولايات المتحدة وحدها؛ بل امتدت لتترك تأثير دائم ليس فقط على الحكومات والحكومات ذواتها وإنما ايضا تأثيرات اخرى علي مختلف المجتمعات والجوانب الأخرى للحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها الكثير والتي تؤكد أهميتها المستمرة لفهم أفضل لطبيعة الصراع الدولي الحالي والتحديات العالمية المرتبطة بالإرهاب والتطرف العنيف الذي يهدد السلام والاستقرار العالميين.

ومن الجانب السياسي، لم يكن صدى حادثة الحادي عشر من ستمبر مقتصراً فقط بحالة التأهب القصوى المعلنة منذ أكثر من قرن عقب الاعتداء المفجع والذي بدأ بمبادئ التشديد على اليقظة واحكام الاجراءات الامنية المحلية والدولية وتعزيز دور المؤسسات الأمنية الوطنية والعسكرية والإستخبارية بالإضافة إلي تطوير قدراتها وقدرات وسائل الإعلام الحديثة أيضا للإعلان الفوري عن مثل تلك الاخبار والمستجدات الخطيرة لاحقاََ . ولكن تتعدى الأمر إذ شهدت تلك الفترة تغييرا جذريا في السياسات الخارجية للولايات المتحدة مما قاد لدخول مرحلة جديدة بعيداً عن سياسة التجنب والتردد اتجاه كافة أشكال التدخل الخارجي سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية دعماً للمثقفين الديمقراطيون والقيم الليبرالية مطلوب منها الآن مواجهة خصومها بنشاط أكبر باتباع نهج جديد يقوم أساساُ بفكرة الحرب الوقائية ضد أي تهديد محتمل بغض النظر عن موقع جغرافيا البلد المصدر لهذا الخطر ومتابعة نشر نفوذ امريكا ايذانا بانطلاق عصر جديد تحت مسمى(القرن الأمريكي) كما وصفه بعض الكتاب الباحثين حينذاك وهو ما اعتبره البعض بداية نهاية نظام القطبية الواحدة وتحول العالم لنظام ثنائي متعدد الأقطاب مرة أخرى مما يشكل تحدياً كبيراً للمراكز التقليدية المؤثرة تاريخياً دوليا كون انهيار الاتحاد السوفييتي سابقا جعل أمريكا تمتلك زمام الأمور بدون منافس بارز وقتها وكان ضروريا بالنسبة لها البحث عن خصومة جديدة للتأكيد مجددا لحضورها المؤثر بقوة وبالتالي فإن أحداث ١١/٩ شكلت فرصة مناسبة لإعطاء دفعه اضافيه لمسلسل تصاعد النفوذ الغربي عامة والأمريكي خاصة خصوصا وأن الرأي العام الداخلي خارج نطاق السلطة الخامسة المختلفة كان رافض تماما لاستمرار الاحتلال العسكري القديم أفغانستان ولذلك فلابد هنا التنبيه بأنه رغم كون مصطلحات كالاستعمار الجديد أو الإمبريالية الجديدة قد تستعمل للدلالة على طبيعة العمليات الجارية لكن يبقى هناك اختلاف كبير بين الواقع الحالي ومفهوم الاعمال الاستعمارية القديمة نظراً لعوامل عدة جوهرية اهمها عدم وجود امكانية فرض الوصاية مباشرة بسبب قدرة الدول الصغيرة المتزايدة وقدرتها الأكبر على مقاومة هيمنة المركز الأقوى لذلك يتعين استخدام طرق ملتوية لتحقيق نفس الغرض بل وان تكون شرسة احيانا حسب تقديراتهم الخاصة وهذا ما ظهر جليا بعد فترة


صباح البوزيدي

5 مدونة المشاركات

التعليقات