العطس هو رد فعل طبيعي يقوم به جسم الإنسان كرد فعل دفاعي ضد المواد المهيجّة. قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن هناك الكثير مما يمكن معرفته حول هذه العميلة الفيزيولوجية الفريدة. وفقا للأبحاث الحديثة، فإن سرعة العطس لدى الإنسان تتراوح بين 95 إلى 125 ميلا في الساعة (حوالي 152 إلى 201 كيلومتر في الساعة). ولكن، ماذا عن الأسباب التي تقود إلى ذلك؟
إحدى أكثر أسباب الشائعة للعطس هي نزلات البرد والإنفلونزا والتي تنجم غالبًا بسبب تهييج الأغشية المخاطية في الأنف. كذلك، تعد الحساسية إحدى المسببات الرئيسية للعطس، حيث يمكن أن يتحسس البعض من مجموعة متنوعة من المؤثرات مثل الغبار والدخان والحرارة ورطوبة الجو والرطوبة الزائدة والتلوث والعفن.
في سياق طبياً، هناك عدة ظروف طبية مرتبطة بالعطس بشكل مستمر. التهاب الأنف الهرموني مثلاً، وهو حالة يمكن أن تحدث نتيجة للتغيرات الفسيولوجية الطبيعية مثل تلك التي تمر بها المرأة أثناء الدورة الشهرية أو الحمل. وفي بعض الحالات الأخرى، قد تكون الأدوية الهرمونية المستخدمة لتحديد النسل السبب.
ثم هناك التهاب الأنف الضموري، وهو حالة أقل شهرة ترتبط عادة بنقص فيتامينات معينة - خاصة A وD - ونقص الحديد. وقد يشير أيضًا لنقص احتمالي لهرمون الاستروجين. أما التهاب الأنف المهني فهو واحد من أكثر الأنواع انتشاراً ويحدث عندما يكون الشخص محاطاً بمسببات مهنية كالتدخين المستمر، التعرض للهواء البارد والمعطِّرات الصناعية والمواد الكيميائية الأخرى في بيئة العمل.
ومن الملاحظ أيضاً وجود اختلافات فسيولوجية فيما يتعلق بطريقة استجابة الجهاز العصبي لكل فرد تجاه محفزات مثل التوتر والإجهاد النفسي. علاوة على ذلك، أثبت العلم الحديث أن هناك نوع خاص من العطاس يعرف باسم "العطاس الضوئي"، وهو اضطراب وراثي يتطور لدي الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض الوراثي غير المعدي.
وفي سن الشيخوخة، يمكن أن يفقد الجسم قدرته على إنتاج كميات كافية من المخاط، مما يساهم في زيادة مقاومة الأنف لمختلف أنواع العدوى ويزيد أيضا من عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من حساسية الأنف. بالإضافة لذلك، فإن الطعام الحار مثل الفلفل الأحمر والفلفل الأخضر يمكن أن يحفز عملية العطاس لدى كثيرين. لذلك، فهم سبب كل واحدة منها مهم لفهم كيفية الوقاية منها وعلاجها بشكل فعال.