- صاحب المنشور: نرجس الجبلي
ملخص النقاش:
تسارعت وتيرة التطور التقني بسرعة فائقة خلال العقود الأخيرة، وأصبحت الذكاء الاصطناعي أحد أكثر الصناعات حيوية وإثارة في عصرنا الحالي. بينما يستمر هذا المجال في تحقيق تقدّم مذهل، يتعين علينا مواجهة مجموعة معقدة ومتنوعة من التحديات والمخاطر الأخلاقية التي قد تنشأ عنه. إن الابتكار والتكنولوجيا اللذان يجلبانهما لهما القدرة على خلق مستقبل أفضل للإنسانية، ولكن يجب أيضاً الحذر من المخاطر المحتملة لإساءة استخدامها أو سوء فهمها.
في هذه المناقشة الشاملة، سنستعرض بعض أهم القضايا الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والتي تشمل الخصوصية والأمان والحياد والمساءلة والإسلامية. تعدّ مسألة تعزيز خصوصية البيانات تحدياً كبيراً حيث يجمع تطبيقات AI كميات هائلة من المعلومات الشخصية للمستخدمين بهدف تحسين أدائهم وتحقيق دقة متزايدة؛ لكن ذلك يتطلب ضمان عدم تسريب تلك البيانات أو استغلالها بطرق غير أخلاقية. علاوة على ذلك، فإن تهديد الأمن السيبراني والحوادث الناجمة عن الاختراقات الإلكترونية يشكل خطراً جسيماً يلزم التصدي له عبر تطوير حلول فعالة لحماية الشبكات والأنظمة الآلية ضد هجمات قراصنة الإنترنت.
وعندما ننتقل إلى قضية الحياد والتحيز داخل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يبرز لدينا أمرٌ مهم وهو ضرورة العمل على تصميم نماذج قادرة على التعامل مع بيانات متنوعة وعدم تأثرها بتوجهات محددة أو ميولات شخصية لدى مصممين وعاملي البرنامج الخاص بها. فقد لوحظ سابقاً حدوث حالات تمييز ضمن نتائج بحث وتحليل قامت به روبوتات تعمل بنظام ذكاء اصطناعى بسبب نقص تمثيل مجموعات سكانية مختلفة أثناء مرحلة التدريب الأولي مما أدى لاحقا لمضاعفات أثرت سلبا علي قرارات واتجاهات مستخدميه المستقبليه . لذا بات من الضروري وضع سياسات صارمة لضمان شمول جميع الأصوات والمعايير الثقافية والدينية المختلفة عند تدريب وخلق مثل هذه الأدوات الرقميه الحديثة . بالإضافة لذلك ، هناك حاجة ملحة لتحديد المسؤوليات الواضحة لكل طرف مشارك منذ بداية المشروع وحتى الانتهاء منه وذلك لمنع وقوع أي خسائر بشرية ومالية نتيجة اخطاء محتملة تحدث اثناء التشغيل الفعلي لهذه الأنظمه المعاصره المتطورة حاليا تحت مظلة تكنولوجيات القرن الواحد والعشرين الجاري . وفي النهاية ، ينبغي لنا أيضا التأكد بأن تُوظَّف تقنيات الذكاء الاصطناعي وفقًا لأخلاقيات الإسلام واحترام حقوق الإنسان والقيم العالمية الأساسية للحفاظ على سلامة المجتمعات واستقرار دول العالم اجمع نحو غد افضل يأتي بإذن الله تعالى حين تصبح الثوابت الدينية جزء أصيل منها وليس مجرد إضافة جانبية ثانويه حول جوانبه الخارجية الظاهرة فقط بل عميق جذوره داخليا لصناعة مستقبل جديد مبني علي أساس متين يقوم بالقضاء تماما علي ظواهر الماضي البائد ابدا !