فرغت من مذكرات مالك الرحبي، والتي نزلت مسلسلة قبل أكثر من عقد في منتدى الساحات العربية، ولم يتسنى لي الإطلاع عليها كاملة لتأخره رحمه الله في وضعها، أهملتها وعدت لها دفعة واحدة وهو ينتقل بي بين جنبات الصحوة، وردهات حِلق علم ابن عثيمين رحمه الله، ودهاليز التسجيلات الإسلامية=
تتضارب مشاعري وتختلج بالذكريات الطيبة، والفطرة التي لم تفسد، بالثقة واليقين والزهد في الحياة، والانقطاع عن الخلق، والتلذذ بالغربة وأن لا تُعرف بين الخلق.
يتوقف الزمان بك عند تلك الحقبة التي صقلت روحك، وغسلت قلبك، إلى أن جرفنتنا متع الحياة ومعارفها الحديثة، فأنكرنا أنفسنا لنتيه في
الأرض. استروحت النفس بها، مع إغراقه في ذكر مصاعب الطلب وانتسابه لغير قبيلته بفعل اجتهاد مضيفه، وما جر عليه ذلك الانتساب من ويلات حتى قيل عنه من قبل حساده إنه ساحر أو مخبر!
وتعرضه للضرب بفعل حسد الأقران! وختمها ببعض الموافف الطريفة، كجهل الناس بالشيخ وازدراءهم له، وتزاحم الأفارقة=
على الشيخ طمعا في نيل صدقة أو مغلف مال، واقتحامهم غرفة الشيخ، ووقوف أحد العمالقة الأفارقة أمام الشيخ، والذي حاول الشيخ دفعه وهو اقصر منه كثيرا، فكأنه يزحزح طودا راسخا، والأفريقي لا يتحرك من مكانه.
كما اشار لقصة افريقي آخر كان يجر مسبحة ضخمة في الحرم ويدعو: رب اغفر لي وهب لي ملكا
لا ينبغي لأحد من بعدي، إنك أنت الوهاب!
ولحق الشيخ رجلا مرة، حلق نصف رأسه وترك النصف الآخر! فسأله الشيخ فأجاب: اعتمرت عن نفسي فحلقت شقا، وسأعتمر عن أمي كي أحلق الشق الآخر!
وذكر أن الشيخ رحمه الله، زار قبر النبي عليه الصلاة والسلام أثناء خروجه من المسجد النبوي، فأفسح له الجنود=