- صاحب المنشور: غيث القاسمي
ملخص النقاش:
تدور المحادثات الواردة أعلاه حول التأثير الواسع للذكاء الاصطناعي على المجتمع الحديث، مستعرضة وجهتي نظر متعارضتين ومتكاملتين تقعان ضمن نفس الجدلية العامة. يدفع غيث القاسمي بالحوار الأساسي، مدعياً أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُعامل كمواطن جديد في مجتمعنا، ويتطلب وجود قوانين وضوابط راسخة لضمان احترام حقوق الإنسان وحفظ المعايير الأخلاقية.
يعرب الفاسي بن زيدان عن دعمه لهذه القضية، مشيرا إلى أن دور الذكاء الاصطناعي أكبر من أدوات الراحة والفعالية، وأن له تحديا جوهريا على أخلاقيات وقيّم المجتمع. كما يشدد على ضرورة تعديل الممارسات الاجتماعية عند التعامل مع تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الحديثة المضمون لاستبدال الأدوار التقليدية للإنسان بالإمكانيات الآلية ما يؤدي لفقد الإبداع والأفكار الأصلية.
ومن جانب آخر، تدافع مها العروسي عن منظور أكثر شمولاً لما يستطيع تقديمه الذكاء الاصطناعي من فوائد عديدة خاصة بمجالي الرعاية الصحية والعلوم. ولكنها تساند أيضاً حاجتنا لصياغة تشريعات فعالة تكفل حق كل فرد بحرية التصرف بعيدا عن التجاوزات التقنية والممكنة للاعتداء والاستغلال.
وفي نهاية المطاف، يوحي عبد الجليل القيرواني بحقيقة أن بناء منظومة شاملة ومنظمة للذكاء الاصطناعي أمر صعب ولا يأخذ شكل ثبات واحد. فالطبيعة الديناميكية للتقدم التكنولوجي تحتم عليه المرونة وعدم الثبات، وهو ما يعني بأنه يتعين البحث دائماً عن الحلول المثلى حسب طبيعة المواقف المختلفة والصراعات الدائرة حالياً. وبالتالي، تصبح قضية الاخلاقيات المُحيطَّة باستخداماته أمراً أساسياً وملحّاً للغايةٍ.