- صاحب المنشور: عبد الودود البوعزاوي
ملخص النقاش:
تُعدّ ثورة المعلومات التي شهدتها البشرية في السنوات الأخيرة أحد أهم العوامل الدافعة نحو تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف المجالات الحيوية. ومن بين هذه القطاعات التعليمية حيث تتجه العديد من المؤسسات إلى دمج أدوات وأساليب الذكاء الاصطناعي لإثراء العملية التعلمية وتحسينها. وعلى الرغم من الفوائد الواضحة لهذه التقنية الحديثة إلا أنها تواجه عددا من التحديات والخلافات حول مدى فاعليتها وقبول الطلاب له. وفي هذا المقال سنناقش بإيجاز بعض الجوانب الرئيسية المتعلقة بتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي داخل بيئات تعليمية مختلفة وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على المستوى العالمي للأدوار التعليمية والمعرفية للمعلمين والمتعلمين على حد سواء.
مع تزايد شيوع استخدام الأجهزة الرقمية والأدوات البرمجية المساعدة للذكاء الاصطناعي في العملية التعلمية، أصبح هناك نقاش واسع بشأن دور المعلمين وفائدتهم الأكاديمية مقارنة بأدوات الذكاء الاصطناعي.
من الجانب الإيجابي، يُمكن للذكاء الاصطناعي تقديم دعم متواصل لاحتياجات كل طالب حسب مستوى فهمه وقدراته الخاصة مما يعزز تجربة تعلم شخصية أكثر شمولاً واتساقاً مع احتياجاتهم الشخصية والعقلية. بالإضافة لذلك فإن القدرة على تحليل البيانات الكبيرة بسرعة ودقة تسمح باستنتاج نتائج وملاحظات مفيدة تمكن من بناء منهج دراسي مُصمَّم وفقا لأداء الطالب وبالتالي يشجع علي تحقيق تقدم أكاديمي أفضل. إن قدرة الذكاء الاصطناعي علی توفير مواد تدريبية غنیة بالمعلومات والمحتوي المرئي والصوتي يساعد أيضا طلاب ذوي حساسیات سمعیة ویضیقیة خاصة بالحصول علی فرص متساوية للمشاركة بفعالیة کبیرة داخل الفصل الدراسی.
غير أن المخاطر المحتملة لاستخدام الذکاء الصناعى قد تشمل فقدان التواصل البشری بین المعلّم及他的 طلبّة أو حتى ظاهرة الشمولية الغیر مناسبة بسبب الاعتماد الزائد علی الآلات الذكية. كما أنه يمكن للاستبدال غير المبرّر للمعلم بغاية "التوفیر"أن ينتج عنه ضعف المهارات الاجتماعية لديه لدى الشباب وكذلك عدم وجود قاعدة معرفیه قوامه أساسها الأسئلة والنقاش الحر القائم علای حل المشکلات المتنوعة ولا يتم تقدیمها عبر المنظومات الالئاتیة الموحدة.
لتجاوز эти التحديات، یجب وضع مخطط شامل يتضمن تحديد دور معلم الإنسان جنبا إلي جنب دوره في عملية التدريب والتوجیه والتقييم. هنا يأتي دور المعرفة الإنسانية والنظر الشخصي للحالة عند اتخاذ قرار الاستعانة بمورّد خارجي مثل منظومة ذكيَة مبتكرة مثلا لتحقيق أهداف محددة. وينبغـی خلق مساحة لممارسة مهارة الحوار والحلقات النقادیة المنتظمة داخل الصف لتؤكد دور المعلم كمرشد وليس مجرد مصدر معلومات خام.
في النهاية، يعد تطبيق الذكاء الصناعى فى مجال التربوي خطوة هامة ولكنها تحتاج لرؤية واضحة وشاملة تُظهر كيف يستغل النظام الجديد القدرات البشرية والروبوتية سوياً بطريقة تكاملية تضمن استدامة جودة الخدمات التعليمية.