على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا والتي أدت لإغلاق العديد من المساجد والتغيير في طقوس الصلاة التقليدية، إلا أنه يمكن للمسلمين الاستمرار في الاستفادة من فرصة الدعاء أثناء الفترة بين الأذان والإقامة بناءً على أحاديث الرسول الكريم. هذا الوقت - والذي يعرف بأنه "وقت استجابة الدعاء" حسب السنة النبوية المطهرة - يشهد قبولاً خاصاً للإلحاحات الدينية.
وفقاً للأحاديث المتعددة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل حديث أنس بن مالك وعبد الله بن عمرو وابن عمر وغيرهم، فإن الدعاء بين الأذان والإقامة يتمتع بميزة خاصة حيث يكون أقل احتمالية للتراجع عنه. بالتالي، حتى وإن كانت هناك اختلافات في الظروف اليومية مثل عدم وجود إقامة جماعية في المسجد أو تأجيل وقت الذبح للأضحية بسبب الغياب الكامل للعيد، فقد أكدت النصوص الإسلامية أن القدرة على تقدير الزمان والمعرفة الجيدة بالعادات المحلية توفر طرق بديلة للاستفادة من هذه الفرصة الثمينة.
إذا كنت تعيش في منطقة ليس فيها إقامة رسمية، يمكنك محاكاة نموذج الزمن المعتاد بين الأذان والإقامة قبل البدء في الدعاء. أيضاً، بالنسبة لدقيقة الوقت الأولى لذبح الأضحية (وهو موضوع مرتبط بطريقة مشابهة هنا)، فإن الأصل هو الانتظار حتى نهاية صلاة العيد في المناطق التي تحتفل بها رسمياً. أما خارج المدن الرئيسية والأرياف حيث لا يوجد عيد جماعي، فالمدة المناسبة هي تلك اللازمة لإتمام الصلاة نفسها بالإضافة إلى خطبة العيد لو تمت.
باختصار، بينما واجه المجتمع الإسلامي تحديات كبيرة نتيجة لجائحة كوفيد-19، حافظوا دائماً على روح التعلم والفقه فيما يتعلق بالسلوك الروحي والممارسات اليومية. واستمرارا للدعاء والحفاظ عليه جزء حيوي من إيمان المسلمين وأساس حياتهم الروحية.