- صاحب المنشور: كريمة بن الأزرق
ملخص النقاش:
تُعتبر التحولات التي شهدتها البيئة التعليمية خلال فترة الجائحة العالمية لفيروس كورونا (COVID-19) أحد أكثر الأحداث تأثيراً في العصر الحديث. وقد أجبرت هذه الفترة غير المسبوقة المؤسسات التعليمية حول العالم على تبني نماذج تعليم افتراضية جديدة بطرق لم يكن متوقعاً أن تتحقق إلا بعد عقود. هذا الانتقال المفاجئ وغير المتوقع أدى إلى ظهور عدد كبير من التحديات والتساؤلات بشأن فعالية وأثر نظام التعلم الافتراضي الحالي والمستقبلي. فما هي أهم تلك التحديات وكيف يمكن معالجتها؟ وما هي الفرص التي يوفرها التعليم الإلكتروني للجيل القادم من الطلاب والمعلمين؟
ومن بين أكبر تحديات التربية عبر الإنترنت تكمن مشاكل الوصول المتكافئ والاستعداد التقني لدى كل طالب ومدرس. يعاني العديد من الأطفال خصوصا في المناطق النائية أو الفقيرة من نقص حاد في الأدوات الأساسية مثل الحواسب الشخصية أو الاتصال بالإنترنت موثوق بها. وهذا يؤدي إلى خلق انقسام رقميا داخل المجتمع مما قد يضر بمستوى العدالة الاجتماعية ويتسبب بتفاقم الفروقات الثقافية والجغرافية الموجودة أصلاً ضمن النظام التعليمي التقليدي نفسه قبل انتشار وباء كوفيد-19. بالإضافة لذلك تشمل العقبات الأخرى عدم قدرة بعض الأشخاص ذوي المهارات الأكاديمية المنخفضة نسبياً سواء كانوا طلبة أم مدرسين لاستيعاب الجديد واستخدام البرمجيات الحديثة والحفاظ عليها بكفاءة عالية طوال اليوم الدراسي بأكمله وهو أمر مطلوب الآن بسبب طبيعة العمل الجديدة والتي تتطلب وقتا أطول مقارنة بحضور الفصل التقليدي حيث يتاح الفرصة أمام المعلمين لتوجيه طلابه مباشرة بدون الاعتماد الكامل علي تقنية المعلومات والإتصالات والإعتماد عليه تمامًا وذلك كون التركيز هنا يتمثل خصيصه نحو بناء مهارات عملية ذات طابع شخصي للمتعلم الواحد وليس مجرد نقل معلومات جامدة كما يحدث غالبًا حاليًا بسبب الضغط الكبير الذي فرضته الظروف الحالية لإنجاز الأعمال بشكل عام وعملية التدريس خاصة . ولكن رغم ذلك فإن هناك أيضا جانب ايجابي لهذه الثورة الرقمية الهائلة حيث توفر فرص هائلة للتطور مستقبليا بإمكاناتها وقدراتها اللانهائيه إن تم توظيفها بطريقة مدروسة ومعنى ومنظمة جيدا تساهم بذلك في تطوير جيل جديد قادرعلى مواجهة مختلف تحديات القرن الواحد والعشرون بكل ثقه واقتدار وعلى رأسهم القدرة على حل المشكلات العلميه المعاصره باستخدام الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرار المناسب وفق مؤشرات علميه مبانيه تقوم اساسا على البيانات الكبيرةBig Data المستخدمة لتحليل الاحتمالات المختلفة لاتجاهات مستقبل واحتمالات حدوث أحداث محدده بناء عل دراسة بيانات مشابهه لما حدث سابقا وفي نفس السياق فان دور المدرسة لا ينبغي له ان يقصر فقط علي تقديم المحتويات الأكاديمية بل توسعت مهماته ليشمل الجانبين الاجتماعي والثقافي أيضا وهكذا يمكن تلخيص المشهد العام بأنه مرحلة انتقالیه مخيفة لكن محفزه ايضآ مليئه بالتناقضات ولكنه حتما سيخرج منها بفائدة عظيمة وان كان ثمة خطإ ممنهج اتخذ منذ البداية فلابد لنا الان بأن ننظر للأمام ببصر ثاقب وإرادات قوية لنصل الي الطريق الصحيح ليخرج مجتمعنا مزدهر ومتفوق في المجال المعرفي والسلوكي كذلك .