ذكر الأستاذ أحمد دعدوش في كتاب "مستقبل الخوف" قصة سلطنة بروناي في إطار تسليطه الضوء على حقيقة الذعر من النموذج الإسلامي حيث قال:"سأذكر لك عزيزي القارئ هنا مثالًا يغنّي عن أي بيان، ففي جزء من جزيرة بورنيو، ما بين إندونيسيا وماليزيا، تقع مملكة صغيرة للغاية تدعى "سلطنة بروناي"، =
ولو لم تكن غنيّة بالنفط ويحكمها سلطان يتباهى بثرائه الفاحش ما كان سيسمع بها معظم الناس.
في عام 2013 أعلن سلطان بروناي حسن البلقيه المصادقة على قانون يسمح بتطبيق الشريعة الإسلامية في القانون الجنائيّ خلال ستّة أشهر، وذلك بعد نقاشات استمرّت عدّة سنوات. =
ومع أنّنا نتحدّث عن بلد صغير للغاية، بالكاد يبلغ عدد سكانه 437 ألف نسمة تقريبًا، ومع أن تطبيق الشريعة سيقتصر على المواطنين المسلمين فقط الذين تبلغ نسبتهم إلى بقية السكّان 78% تقريبًا، أي أنّ عدد الذين سيخضعون لقوانين الشرع الإسلاميّ يبلغ حوالي 355 ألفًا فقط، =
وهو أقل بسبع مرات من عدد سكان حي بروكلين وحده في مدينة نيويورك.مع ذلك كله، انتفض العالم الغربي كله لهذا الخبر،ولم تبق وسيلة إعلام تقريبا إلانقلت لنا تصريحات كبار المسؤولين للتنديد بالقرار،ولم يفكر أحد منهم بحق هذه الدويلةفي تطبيق القانون الذي تريده استنادا إلى ثقافتها وعقيدةشعبها
لم يقتصر التنديد على الحكام الذين يتحركون بعقلية المصالح والصراع الاستراتيجيّ كما شرحها لنا هنتنغتون،بل كان الحقوقيّون في المقدمة،إذ اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش مثلا أن بروناي "كشفت عن وجهها الإقطاعي كدولة تعود إلى القرن 18 أكثر من كونها عضوًا مهما في جنوب شرق آسيا في القرن 21"